اختتمت فعاليات الملتقى الدولي للشاي، في مدينة أكادير، مساء أمس الأحد 21 أكتوبر، والذي تنظمه كل من جمعية فلامون للفن والتنمية السوسيوثقافية ومؤسسة “kara eagle”، بحضور دولة الصين باعتبارها ضيف شرف الدورة الأولى للملتقى، ولكونها تعد أكبر مكان في العالم لزراعة الشاي، خاصة الأخضر، كما أن لها تاريخا طويلا في زراعته يمتد إلى أكثر من خمسة آلاف عام، والشاي في الصين القديمة كان يستخدم كدواء أكثر منه مشروبا، وتعد الصين من أوائل وأهم الدول في تصدير الشاي في العالم، حيث بلغ إنتاجها نحو 1.2 مليون طن في عام 2008. . يشار، حسب المنظمين للحدث، إلى أن الشعب المغربي من الشعوب الأكثر استهلاكا للشاي، ويطلق على مشروبه “أتاي” بالدارجة المغربية، إذ لا تخلو الموائد المغربية من حضور الشاي باعتباره أحد تقاليد البلاد، إضافة إلى كونه مشروباً قومياً وسياحياً يوظف في الكثير من الإعلانات السياحية للترويج للبلد المعروف بكرم الضيافة، حيث أصبح الشاي في المغرب يحظى بمكانة خاصة، ليس فقط على الموائد قبل وجبات الطعام أو بعدها وإنما أيضا كتراث شعبي، بل إن جلسات الشاي في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية تختزل الحياة الاجتماعية برمتها. وأضاف المتحدثون أنفسهم أن أهم ما يلفت الانتباه في طريقة تحضيره وتقديمه هي جمالية الأدوات الخاصة به، فالصينية والبراد مصنوعان من معدن الفضة الخالص، أو معدن يشبهه، ويكونان مزخرفين بنقوش يدوية أبدعتها أنامل الصناع التقليديين، و”البراد” يتخد شكلاً مميزاً وشامخاً، كما ترافق الصينية والإبريق أدوات أخرى يطلق عليها “الربايع”، وهي ثلات علب من المعدن نفسه، تكون مخصصة للشاي والسكر والنعناع، ناهيك عن سحر وجمالية الكؤوس المستعملة لشربه. ويبقى الشاي، على اختلاف أنواعه وطرق صنعه، ليس مجرد مشروب بل جزءا من الحياة اليومية للملايين حول العالم، إذ يعتبر أكثر المشروبات قبولاً في العالم، فالبعض يفضله لمذاقه اللذيذ أو لفوائده العلاجية، وآخرون يجدون فيه منبها للذهن ومنشطا للجسم، وفي النهاية يحتفظ بسحر خاص يدفعه إلى المقدمة بين كافة المشروبات الأخرى، باعتباره جزءاً من تاريخ وثقافة كثير من الشعوب. ويعد الشاي من المشروبات الأكثر استهلاكاً على الأرض بعد الماء، حتى إنه يجد شهرة في كثير من الثقافات وفي العديد من المناسبات الاجتماعية المختلفة، وقد وصل الأمر إلى ظهور ما يسمى ب”حفلات الشاي”، وخاصة في الصين واليابان، وفيها يتم التفنن في إظهار أنواع الشاي وطرق إعداده الحديثة، وكذلك في الشرق الأوسط، الذي يلعب فيه الشاي دوراً رائداً في اللقاءات الاجتماعية. وفي السياق ذاته، تعتبر الجهة المنظمة أن الملتقى الدولي للشاي، المنظم تحت شعار “الشاي المغربي .. رمز الكرم والضيافة”، يبقى فرصة هامة لإبراز الثقافات والتقاليد التي يساهم فيها الشاي المغربي، إضافة إلى كونه فرصة هامة لجلب عشاق الشاي من مختلف قارات العالم، وهو ما سيساهم في الترويج لمدينة أكادير كوجهة سياحية عالمية، دون إغفال كونه فرصة لالتقاء المنتجين والمستوردين والمهنيين والمستثمرين من مختلف ربوع و أقاليم المملكة المغربية، مما سيخلق فرصة لتلاقح الأفكار والتجارب وعقد لقاءات عمل.