تستعد الحكومة الفرنسية إلى العودة للعمل بقانون "التصريح للخروج من التراب الفرنسي"، وذلك بهدف منع الشباب خاصة من أصول مغربية من التوجه إلى سوريا بهدف المشاركة في القتال هناك. وقد عرض وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف على مجلس الوزراء الخطة الجديدة المتعلقة بمكافحة التطرف والعنف والشبكات الإرهابية، والتي تهدف في المقام الأول إلى منع الشباب من السفر إلى سوريا للانخراط في الجهاد. وينص هذا القانون الذي تم إلغاؤه في سنة 2012 قبل أن يتم الحديث مؤخرا عن إعادة تفعيله، على أن كل شاب لم يبلغ 18 سنة من أن يحصل على موافقة والديه لمغادرة فرنسا، وأيضا تقديم جواز السفر لدى السلطات الأمنية الفرنسية وتحديد مكان ومدة السفر، ويهم هذا القانون بالأساس الشباب المغاربة الذين يتصدرون قائمة الشباب العربي المهاجر من فرنسا إلى سوريا من أجل القتال. وتتضمن الخطة الفرنسية الجديدة عدة إجراءات لإحباط حركة "الإرهابيين" من وإلى سوريا عن طريق تعزيز الضوابط وقرارات إلغاء وثائق سفر، حيث سيتم عرض مشروع قانون على البرلمان لمنع غير البالغين الذين يشاركون في أعمال إرهابية من مغادرة البلاد، كما تسهل الخطة عملية إبلاغ أولياء الأمور السلطات العامة بشأن أولادهم القصر لمنعهم من السفر. وتنص الخطة الجديدة على تعزيز مكافحة الشبكات الجهادية لاسيما من جانب الأجهزة الاستخباراتية المعنية بالكشف والرصد ، وإجراء مقابلات بشكل منتظم مع أولئك الذين يتم رصدهم وكذلك أولياء أمورهم. وتشمل الخطة أيضا استبعاد الرعايا الأجانب الذين ينتمون إلى الشبكات الإرهابية الجهادية ، كما سيتم تعزيز الرقابة على الانترنت بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون الشبكة العنكبوتية لتنفيذ جرائم إرهابية ، مع توسيع الأدوات والاستراتيجيات ضد الإرهاب الإلكتروني، وإنشاء مركز وطني للاستماع والتوجيه للعائلات ، وجهاز يعنى بالتأهيل الفردي وبحسب محضر الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الفرنسي فإن فرنسا تواجه الآن ، مثل غيرها من الدول الأوروبية ، تهديدا خطيرا بسبب انجراف المئات إلى التشدد الجذري والعنف ، ويكون هؤلاء في معظم الأحيان على اتصال مع الشبكات الإرهابية بسوريا . وأشار وزير الداخلية الفرنسي إلى أن عدد أولئك الذين يغادرون البلاد باتجاه سوريا تزايد في الأشهر الأخيرة وبشكل متسارع، موضحا أنه تم رصد أكثر من 740 شخصا ينتمون إلى تلك الشبكات ، وبينهم ما يقرب من 300 يتواجدون حاليا في سوريا ، و 130 في مناطق العبور إلى سوريا ، و130 آخرون عادوا إلى البلاد ، بالإضافة إلى 25 قتلوا بالفعل في الأراضي السورية .