في الوقت الذي عرفت فيه مدينة “طنجة تيك” تعثرا، وكانت مهددة بأن تتحول المدينة التي أعلن عن إنجاز استثمارات صينية تصل قيمتها إلى 10 ملايير دولار، إلى “سراب”، خرج رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، عن صمته بعد سنة من التكهنات حول مصير المدينة، حيث أكد أن المشروع يحظى بدعمٍ من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وأضاف العثماني في تدوينة على حسابه ب”توتير”، أن “الرئيس الصيني أكد استعداد الحكومة الصينية لمواكبة الشركات الصينية التي ترغب في الاستثمار بمدينة محمد السادس طنجة تيك”. العثماني العائد من تمثيل الملك في القمة الصينية الإفريقية ببكين، شدد على أن دعم الرئيس الصيني مستثمري بلاده في مشروع “مدينة محمد السادس طنجة تيك”، جاء في إطار دعم جمهورية الصين الشعبية مختلف المشاريع التنموية التي تحدث عنها في اللقاء معه، مبددا بذلك كل التخوفات. رئيس جهة طنجةتطوان، إلياس العماري، نفى في حديثه ل”اليوم24” أن يكون المشروع يعرف تعثرا ومجرد حبر على ورق، حيث أوضح أنه “خلال هذه السنة تم تجهيز الوعاء العقاري الذي سيقام عليه المشروع، وقد أصبح جاهزا، كما تم تجهيز البنيات التحتية من طريق وسكة حديدية والماء والكهرباء”، وأضاف أنه “قبل إنجاز المشروع كان من المفروض أن تنجز دراسة عنه، وهو الذي تم فعلا وقد تم الانتهاء منها، وهي الموكل لها أن تساعد على تشييد المدينة بمواصفات العالمية”. وأضاف العماري في التصريح ذاته أن “العمل بالواد الذي كان يسبب الفيضانات في تلك المنطقة جار”. وبالنسبة إلى استوطان الشركات الصينية وغيرها من الشركات، فقد قال العماري، إن الشركات ستدخل المغرب عند انتهاء الحكومة من إعداد كل التجهيزات، مشيرا إلى أن مسؤولية الجهة تكمن في تجهيز العقار، وهو ما تم فعلا، أما باقي التفاصيل فالقطاعات الأخرى هي المكلفة بها، أما بخصوص شركات النسيج التي كان قد عقد الوالي اليعقوبي اجتماعا مع مديريها لنقل معاملهم صوب لمدينة الصناعية، فقد أكد العماري أنه تم اتخاذ قرار بتحويل كل شركات النسيج إلى “طنجة تيك”، حيث خصص لها مساحة 300 هكتار، وذلك لما لها من انعكاسات سلبية على بيئة المدينة. هذا، وسبق لموقع “لوديسك” أن أجرى تحقيقا حول الشركة الصينية التي وقعت بروتوكول الاتفاق مع المملكة، حيث أكد أن المجموعة صغيرة الحجم ومكونة فقط، من شركات صغرى لا تلعب أي دور رئيس في الاقتصاد الصيني، وبعيدة كل البعد عن العلامات التجارية المعروفة عالميا في مجال التكنولوجيا، مضيفا أن خصوصيتها الوحيدة هي أنها متخصصة في الطيران، وهي مجموعة مدللة من طرف الحكومة المركزية في بكين. وأضاف التحقيق أن هناك “عددا من المؤشرات التي تدل على أن مشروع “طنجة تيك”، ربما، “لن يتحقق” على أرض الواقع، ومنها، أن الموقع الرسمي على الإنترنت لمجموعة “هايتي” الصينية التي ستستثمر في المشروع، لم يشر إلى المدينة الذكية التي ستقام بطنجة، باستثناء إشارته إلى أن المجموعة قامت برحلة استكشافية نظمتها حكومة مقاطعة “سيتشوان” الصينية في 12 فبراير 2017 لمدة 11 يوما إلى المغرب وأبو ظبي، وأنه تمت زيارة مدينة طنجة للوقوف على مؤهلاتها من حيث البنية التحتية.