عاد التوتر إلى لغة التصريحات المتبادلة بين قيادات حزبي العدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة، حيث وجه إدريس الأزمي، رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب، انتقادات شديدة اللهجة إلى محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام السابق للبام، على خلفية مقال كتبه عن الحوار الداخلي لل"بجيدي" وتصريحات مرتبطة ب"الملكية". وطلب الأزمي، في مقال كتبه موجها فيه الحديث إلى بيد الله، أن يوجه هذا الأخير كلامه، ونصائحه حول الثوابت الوطنية، إلى المقربين منه، ويذكر نفسه وأمينه العام الحالي، والسابق بهذه القناعات، وأن يوبخهما على ما قاما به علانية، وأمام الملأ من مس بالثوابت الجامعة للأمة المغربية. وذكر الأزمي بيد الله باستضافة أمينه العام الحالي، رئيس مجلسه الوطني آنذاك، وحزبه لمفكر من الشرق، ويقصد الأزمي سيد القمني، معتبرا أن هذا المفكر "تطاول على الإسلام وعلى الذات الإلهية، واستهزأ بالبيعة وبإمارة المؤمنين على مرأى ومسمع من قيادات الحزب، والذين لم يحركوا ساكنا، وأمام جمع غفير، وفي جلسة علنية بمؤسسة وطنية هي المكتبة الوطنية بالرباط". واعتبر الأزمي أن بيد الله يجب أن يتذكر أن أمينه العام الحالي، شكك في الاختيار الديمقراطي وهو ثابت من الثوابت الدستورية الأربع "إذ تساءل: هل يستقيم كبح تطور الوطن باسم الشرعية الانتخابية، واجتهد في التنظير لتجاوز الدستور تحت عنوان "شرعية جديدة" و"سلطة خامسة" لا ندري ما طبيعتها ولا إلى أي مقتضى دستوري تستند". وأكد الأزمي في مقاله، أن المطلوب اليوم من بعض الأحزاب، والنخب "ليس هو التباري في التملق الفاضح والوقيعة المقيتة حول مسلمات وبديهيات، وثوابت الوطن، فالملكية راسخةٌ ومن ثوابت الأمة بيعة وتاريخا، ونقلا، وعقلا، ومصلحة وطنية عليا، وليست ولن تكون في حاجة إلى من يدافع عنها بمثل هذه الطرق البئيسة والانتهازية، لأنها قوية، وتدافع عن نفسها بشرعيتها الدينية والتاريخية والشعبية، وبأدوارها الرائدة على مر تاريخ الوطن، وحاضرا ومستقبلا، وبالتفاف الشعب المغربي حولها". يذكر أن الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية كان قد سرب فيديو مجتزأ لمداخلة حامي الدين في أولى ندوات الحوار الداخلي، يتحدث فيه عن الملكية، محدثا أزمة بسبب بتر كلامه، غير أن الحزب أعلن فتح تحقيق بقيادة الأمين العام سعد الدين العثماني، أعلن سريعا عن نتائج تبرئ الجميع من سوء النية في تسريب فيديو حامي الدين.