نور الدين مضيان: رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب لماذا طرح حزب الاستقلال موضوع المصالحة مع الريف اليوم؟ طرحناه اليوم لأننا سبق أن طلبنا في البرلمان من هيئة الإنصاف والمصالحة إدراج ملف أحداث 1958 ضمن ملف المصالحة، لكن، للأسف، لم يُتجاوب مع هذا الطلب. لقد كانت هناك مذبحة رواها الآباء عن الأجداد، ومن حين لآخر كان يجري الحديث عن المسؤولين عن تلك الأحداث، وتوجه اتهامات إلى حزب الاستقلال، لذلك، حان الوقت لكشف هذا الملف ومعرفة المسؤول عن تلك الأحداث، ولماذا وقعت؟ ومن أسهم في تلك المذابح التي ألصقت بالحزب؟ نحن نعرف أنه جرى توجيه تلك الاتهامات إلى حزب الاستقلال لإضعافه تمهيدا للانشقاق داخله في تلك المرحلة. في ذلك الوقت كان الحزب يضم توجهات مختلفة، على رأسها المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد من جهة، وعلال الفاسي من جهة أخرى. لذلك، فان موضوع المصالحة مطروح مع الريف ليس من أجل القصاص، بل من أجل معرفة الحقيقة والاعتذار إذا تبين أن للحزب مسؤولية، وطي الملف والنظر إلى المستقبل، علما أن الحزب كان ضحية، ويمكنني القول إن حزب الاستقلال بريء من التهم الموجهة إليه. لكن، لماذا تزامنت هذه الدعوة مع التوتر الحالي في الريف بعد صدور أحكام قاسية ضد شباب الحراك؟ التوتر الحالي هو نتيجة لتراكمات، وعدم تحقيق مصالحة حقيقية شاملة لطي صفحة الماضي بكل مآسيه. لا يمكن أن نبقى رهيني ستين سنة، بل يجب أن نعرف من المسؤول، ونتجاوز الأخطاء ونطوي صفحة الماضي. لقد وقعت أحداث في المغرب أشد خطورة، وجرى إصلاحها وجبر الضرر بشأنها، لذلك، نحتاج اليوم إلى مكاشفة حول أحداث الريف في 1958. قال نزار بركة، الأمين العام، إن الحزب مستعد للاعتذار. ماذا يعني ذلك؟ أولا، الأخ نزار كانت له الشجاعة لطرح هذا الموضوع في تجمع في الحسيمة. ثانيا، سيكون هناك اعتذار إذا تبين أن هناك مسؤولية لرجالات الحزب في تلك المرحلة عن الأحداث، لكنني شخصيا أرى من الآن أن الحزب لا علاقة له بتلك الأحداث. لكن، ما قيمة فتح الحزب هذا الموضوع في وقت يعيش فيه الريف على إيقاع توترات بسبب الأحكام الأخيرة؟ أليس الأجدر تحقيق انفراج أولا؟ ما نطرحه يأتي في سياق الدعوة إلى انفراج عام، لذلك، زار الأمين العام المنطقة، كما أنني زرت شخصيا أسر المعتقلين في الريف. هل قام نزار بركة بمبادرة تجاه الدولة بشأن الريف؟ الأمين العام يقوم بمبادرات في هذا الاتجاه، ولا أريد الدخول في التفاصيل. نحن أول حزب ذهب إلى الريف بعد صدور الأحكام، وعبرنا عن تعاطفنا مع الأسر وانتقدنا تلك الأحكام، ونحن نريد تعزيز دور الأحزاب في الوساطة مع المجتمع لحل المشاكل. في آخر اجتماع للجنة التنفيذية، جرى تعيين شيبة ماء العينين للإشراف على موضوع مصالحة الحزب مع الريف. كيف سيشتغل؟ وهل هناك أفق زمني لهذا الورش؟ فعلا، سيتولى شيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني، الإشراف على هذا الورش، وستكون معه عدة أسماء مهتمة بالتاريخ، وسنسعى إلى أن تكون هناك شخصيات مستقلة أيضا، ولم لا شخصيات من أحزاب أخرى. وسوف تُجمع الوثائق والشهادات حول هذه المرحلة.