افتتحت أسعار الغازوال، اليوم الجمعة، في محطات التوزيع عند سقف العشرة دراهم، في ظرفية اجتماعية، واقتصادية، تعرف ارتفاعا في أسعار المواد الاستهلاكية، وهو ما يثير حنق المواطنين. وعلى الرغم مما يعرفه ملف المحروقات في المغرب من جدل ونقاش عام على مستوى الهيآت التشريعية، وما أثير حوله من شبهة تراكم أرباح مبالغ فيها لدى الشركات الموزعة، لاتزال محطات الوقود تعلن أسعارا للغازوال، تتراوح بين 9.97 و10 دراهم للتر، في حين يقترب البنزين من 12 درهما للتر. كاميرا "اليوم 24″، قامت بجولة، صباح اليوم الجمعة، في الرباط، ورصدت أسعار البيع للعموم، واستقت أراء عددالمواطنين ب من المحطات، إذ صرح مواطنون بأن أسعار المحروقات لا تتناسب والقدرة الشرائية للمغاربة، ومتوسط دخلهم. وعبرت مواطنة ل"اليوم 24" عن أن القدرة الشرائية لا تساعد على أن يدفع الناس كل هذه الأسعار، لأنها مرتفعة و"غالية"، وغير مناسبة، فيما ارتأى آخرون أن "هادشي بزاف" في إشارة منهم إلى أن مستوى أسعار المحروقات تجاوز الحد المقبول، وأصبح فوق المتحمل. وكانت معطيات رسمية أكدت أن المرحلة، التي يعيشها المغاربة، تتسم بارتفاع أسعار مواد الاستهلاك في السوق، خصوصا الغذائية، منها، التي بلغت إلى أعلى مستوياتها، منذ عشر سنوات، مصحوبة بتباطؤ نمو نفقات الأسر الموجهة نحو الاستهلاك. وقال رئيس جمعية النهضة لمهنيي سيارات الأجرة للتنمية البشرية، إن أصحاب سيارات الأجرة ومستعملي الطريق يعانون من ارتفاع أسعار المحروقات، خصوصا الغازوال الذي وصل العشر دراهم للتر الواحد "هادشي بزاف"، وأكد المتحدث ذاته، على ضرورة إيجاد حل من طرف الدولة، خصوصا وأن المواطن أثقل كاهله ولايمكن أن تنضاف زيادة أخرى عليه. وأوضح المهنيي في النقل أن إنفاق الأسر نقص، وأن ما كان يمكن ادخاره أصبح سائق الطاكسي ومستعمل الطريق اليوم يدفعه لتغطية زيادة في سعر المحروقات. وعن تغيرات الأسعار قال المهني ذاته، أن هامش التغير يبقى محسورا في ثلاث، وأربع سنتيمات، مناديا المسؤولين بضرورة الاخد بعين الاعتبار وضع الناس، واصفا إياهم ب"المستضعفين". ونبه بعض من التقى اليوم 24 معهم إلى أن جودة المحروقات أيضا ضعيفة، وأن الأسعار في أإلبية الوقت تكون مرتفعة "طالعة بزاف". وكانت معطيات موجز الظرفية برسم يوليوز الجاري (الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط) قد أظهرت أن أسعار الاستهلاك تواصل ارتفاعها، خلال الفصل الثاني من عام 2018، بنسبة تقدر ب 2.6 في المائة، لتحقق أعلى مستوى لها، مند عام 2008. ومن جانب أخر وارتباطا بالسوق الدولية لازالت اسعار النفط تعرف تأرجحا متصاعدة فوق 78 للبرميل ارتباطا بالتوترات الجيوسياسية والارتباطات التجارية للدول الكبرى، يتوقع المحللون والخبراء، حسب مواقع متخصصة، أن تستمر موجة الإرتفاع و أن يصل سعر خام البرنت خلال الربع الثاني 2019 إلى 90 دولار للبرميل الواحد، في حين كانت توقعات قد أشارت إلى احتمال تجاوز سعرالبرميل الخام حاجز 100 دولار. يذكر ان المغرب يستورد كل احتياجاته من المحروقات السائلة القابلة للاستعمال المباشرمن السوق الدولية بعد توقف التكرير بمصفاة سامير مند غشت 2015، ويرتهن ارتهانا مباشرا بتقلبات السوق.