كشفت مصادر عبرية متطابقة أن استعادة ساعة الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، ليست إلا عملية شراء في مزاد على الإنترنت، خلافا لما روجته الحكومة الإسرائيلية والتصريحات التي أدلى بها بنيامين نتنياهو وزعم فيها أن استعادة "ذكرى كوهين" تمت في عملية خاصة نفذها رجال الموساد "الشجعان". العملية المزعومة قال عنها الصحفي الإسرائيلي في صحيفة يديعوت احرونوت رونين بيرغمان إنها جرت بمحض الصدفة، وأن جهاز الموساد يعمل منذ 14 عاما متواصلة على استعادة جثة كوهين، مشيرا إلى أن "الموساد" استثمر مبالغ وموارد ضخمة في هذا المسعى لاستعادة الجثة، بما في ذلك تعريض حياة أشخاص للخطر ودفع رشاوى للوكلاء والمحتالين، بحسب مسؤولين إسرائيليين. لكن نادية، زوجة كوهين كانت أكثر وضوحا في كشف حقيقة عملية الموساد المزعومة، حينما قالت إن استعادة الساعة التي ظل يرتديها كوهين حتى إعدامه عام 1965 في دمشق ليست سوى "عملية شراء عادية في مزاد على أحد مواقع التسوق على الإنترنت"، وأضافت: "الموساد أبلغنا قبل بضعة أشهر بأنهم وصلوا إلى ساعة كوهين التي كانت على وشك أن تباع". وقالت نادية كوهين في تصريحاتها: "لا نعرف أين، وفي أي مكان، وفي أي بلد. بعد ذلك أبلغونا أنهم حصلوا عليها، ولكن بالطبع قام الموساد بشرائها". وفي السياق ذاته، أكدت ابنة كوهين في تصريحات إذاعية رواية والدتها وقالت: "الساعة كانت معروضة للبيع في دولة معادية وتم شراؤها عبر الإنترنت"، مضيفة: "شخص ما توجه للموساد وأكد أن لديه الساعة، وبعد اختبارات أجراها للتأكد من كونها ساعة كوهين، قاموا بشرائها". وأضافت ابنه كوهين قائلة: "الموساد تفاجأ بعرض الساعة على الإنترنت، لكنه استدرك المسألة وبدأ بفحص هوية العارضين، ووجدوا أن الصفقة معقولة ويمكن الثقة بها، وقاموا بشراء الساعة". وتابعت: "لا أعلم المبلغ الذي دفعوه في مقابلها، وأنا لا أعرف ما هي الفحوصات التي أجريت على الساعة". وكان الموساد الإسرائيلي أعلن الخميس أنه "أعاد في عملية خاصة، ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سورية عام 1965″، فيما أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بيانا هنأ فيه عناصر الموساد على ما اعتبره "عملهم الحازم والشجاع الذي أعاد إلى إسرائيل تذكارا من مقاتل عظيم". يذكر أن كوهين من مواليد مدينة الإسكندرية المصرية، عام 1924، عمل بالتجسس في سوريا لصالح إسرائيل، في الفترة من 1961 حتى 1965، حتى أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع السوري، ليكشف أمره ويعدم في العام 1965، حيث يعتقد أن المعلومات التي جمعها كانت سببا مهما في نجاح إسرائيل، في حرب العام 1967.