للشهر التاسع على التوالي تواصل سلطات الرياض اعتقال الداعية السعودي الشهير، سلمان العودة، ضمن حملة أمنية، استهدفت عشرات العلماء والدعاة الآخرين، تزامنا مع إمساك ولي العهد محمد بن سلمان بشؤون الحكم في المملكة. وعلى الرغم من هذه المدة الطويلة من الاحتجاز، لايزال الداعية السعودي قابعا في السجن، دون توجيه أي تهم رسمية إليه، أو إحالته للمحاكمة، وسط استنكار من هيآت حقوقية دولية، وإقليمية. وحسب صحيفة الخليج الجديد، فإن العودة موجود، حاليا، في سجن "ذهبان"، هو سجن مركزي ذو حراسة مشددة، يقع على بعد 19 كيلومترا إلى الشمال من جدة، ويعتبر من أكبر السجون في السعودية، وهو من السجون الجديدة في المملكة؛ إذ أنشئ في السنوات العشر الأخيرة. الحرية للداعية الدكتور سلمان العودة .. في آخر أيام رمضان غيب القمع صوته بسبب الاعتقال التعسفي.#جمعة_المعتقلين1 pic.twitter.com/jlAXAL2DpQ — معتقلي الرأي (@m3takl) June 8, 2018 وكان عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي قد أعلن، في دجنبر الماضي، أن السلطات السعودية تتكتم على أخبار والده، منذ اعتقاله، وأن أخباره مقطوعة عن أسرته تماماً، لافتا الانتباه إلى أنه "كان هناك فقط في أول اعتقاله اتصالا يتيما تأكدنا منه أنه في المعتقل، وإلا الأمر سيكون أشبه باختفاء قسري". ولم تتمكن أسرة العودة من زيارته للمرة الأولى إلا، في فبراير الماضي، أي بعد 5 أشهر من اعتقاله، كما أصدرت السلطات السعودية في وقت سابق قرارا بحضر سفر 17 شخصا من أقارب العودة إلى الخارج، ومنهم أطفاله، الذين منعتهم الرياض من الالتحاق بشقيقهم الأكبر عبد الله، المقيم في الولاياتالمتحدة الأمركية. وعلى مدى أشهر من اعتقاله تعرض العودة الذي يتجاوز عمره 60 سنة إلى تدهور حاد في وضعه الصحي ما استدعى نقله إلى المستشفى في سرية تامة وفق ما ذكره نجله "عبد الله". وفي غياب أية اتهامات رسمية إلى العودة، اعتبر ابنه عبد الله أن سبب اعتقال والده هي التغريدة التي كتبها، وتمنى فيها حل الأزمة الخليجية بعد بداية الحصار الخليجي للدوحة، رغم عدم إشارته لقطر صراحة، حينها. وقال نجل "العودة"، في تغريدة له عبر حسابه في تويتر: "بعد قرابة تسعة أشهر على اعتقال الوالد، وللذين يسألون عن سبب الاعتقال وعن مدار التحقيقات معه.. وعن سبب منع العائلة كلها من السفر والتفتيش التعسفي العسكري، والتضييق المستمر على الأطفال والعائلة، أقول: كل ذلك كان بسبب هذه التغريدة فقط، ولا يوجد أي شيء آخر". بعد قرابة تسعة أشهر على اعتقال الوالد #الشيخ_سلمان_العودة ،، وللذين يسألون عن سبب الاعتقال وعن مدار التحقيقات معه.. وعن سبب منع العائلة كلها من السفر والتفتيش التعسفي العسكري، والتضييق المستمر على الأطفال والعائلة أقول: كل ذلك كان بسبب وحول هذه التغريدة فقط ولايوجد أي شيء آخر https://t.co/UsXNR3UI9D — د. عبدالله العودة (@aalodah) April 27, 2018 ويقصد "عبدالله العود"، التغريدة، التي كتبها والده، في 9 شتنبر، وقال فيها: "ربنا لك الحمد لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم". ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك..اللهم ألف بين قلوبهم لمافيه خير شعوبهم — سلمان العودة (@salman_alodah) September 8, 2017 وطالبت منظمات حقوقية دولية السلطات السعودية بالإفراج عن "العودة"، وسط مخاوف متزايدة بشأن صحته، ولكن من دون جدوى.