استغرب محامي توفيق بوعشرين، النقيب محمد زيان، لجوء الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، نجيم بنسامي، إلى الصحافة لمهاجمة توفيق بوعشرين ومحيطه، بدل إعمال المساطر القانونية التي بين يديه. واعتبر زيان أن الغرض من تصريح بنسامي لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" كان "بقصد ثني المستنطقات عن عدم مسايرة الرواية الرسمية، وتذكيرهن بأنهن ملزمات بهذه الرواية الرسمية"، التي تسعى لإظهار مدير نشر "أخبار اليوم" و"اليوم 24″ في صورة مجرم خطير، وليس باعتباره صحافيا مزعجا ويراد إخراس صوته وكسر قلمه بأية طريقة. واستنكر النقيب زيان ما قاله بنسامي عن أن "محيط المتهم (بوعشرين) مارس ضغوطا بعرض إغراءات مالية أو تهديدات بالطرد من العمل بالنسبة لمن يشتغلن لديه"، معتبرا أن ما صدر عنه "لا يتناسب مع ما عرف عن بنسامي من حنكة قانونية"، مستعملا عبارة "هاذي ماشي ديالك أ بنسامي". وتابع زيان قوله: "استغربت كثيرا بأن يقوم الوكيل العام للملك بالتصريح للصحافة للتعبير عن رأيه علانية، عوض ترتيب الآثار القانونية الناتجة عن هذه التنازلات المتتالية". مضيفا: "شخصيا أعتبر بأن اللجوء إلى الصحافة هو بقصد ثني المستنطقات عن عدم مسايرة الرواية الرسمية، وتذكيرهن بأنهن ملزمات بهذه الرواية الرسمية". وذكّر زيان بأنه عندما قامت المستنطقة عفاف برناني بنسف الرواية الرسمية عبر الطعن بالزور في محضر الفرقة الوطنية، هُددت وتُوبعت قضائيا، وهي اليوم تمثل أمام المحكمة الزجرية لكونها التجأت إلى القانون فقط، مضيفا: "أؤكد للرأي العام الوطني بأنه لا يوجد في الملف أي تسجيل صوتي أو مرئي من شأنه أن يبرر أية متابعة في إطار الاتجار في البشر أو الاغتصاب أو العنف، وغير ذلك من الجرائم المنسوبة لموكلي، مما يجعل المتابعة تعسفية لا يمكن أن تشرف السمعة القضائية للبلاد وترسخ صورة القضاء المستقل". وشدد وزير حقوق الإنسان السابق، على أن دفاع بوعشرين سيبقى متمسكا بتطبيق ما ينبغي تطبيقه من مساطر لمواجهة الترهيب الصادر عن النيابة العامة، متأسفا من ألا يوجد في النيابة العامة رجل قادر على وقف البطش المستشري في مغرب 2018، في الوقت الذي يدعي الجميع أن مغرب اليوم أقرب إلى دولة الحق والقانون من مغرب الأمس، مؤكدا أنه في سنة 1996 وُجد في القضاء المغربي رجالات عديدون بادلوه الرأي بوقف حملة التطهير وهو مع الأسف ما لم يجده اليوم. ونبه زيان الجميع بألا ينسوا بأنه يُعد من الخبراء المتمرسين في الآليات الدولية لحقوق الإنسان، متمنيا ألا يجد نفسه مضطرا للجوء إليها. واختتم زيان بالقول: "إلى يومي هذا مازلت أؤمن بالقضاء، لكن علي أن أعترف بأن الشك بدأ يعشش في رأسي". يذكر أن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء نجيم بنسامي، فاجأ المتتبعين لملف الصحافي توفيق بوعشرين، عندما خرج مرددا في تصريح ل"فرانس برس" و"وكالة الأنباء الفرنسية"، نفس كلام الجهات التي انكشف للجميع الأجندة التي سخرت لخدمتها. حيث قال بنسامي: "لدينا معلومات تؤكد أن محيط المتهم مارس ضغوطا بعرض إغراءات مالية أو تهديدات بالطرد من العمل بالنسبة لمن يشتغلن لديه"، مضيفا أن النساء المستنطقات من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية "صرن خائفات، ومن واجبنا حمايتهن جميعا".