وسط الصراع والتجاذب وحالة الترقب التي تسود حزب الحركة الشعبية لاختيار الأمين العام الجديد، اختار امحند العنصر، الأمين العام الحالي لحزب "السنبلة"، العودة إلى قلعته الانتخابية بجهة فاس–مكناس، ليطلق منها، مساء اليوم السبت، أول مؤتمر جهوي لحزبه استعدادا للمؤتمر الوطني ال13 الذي يُعقد نهاية هذه السنة لانتخاب القيادة الجديدة للحركة. وحسب بلاغ سابق للمكتب السياسي للحركة الشعبية، فإن المؤتمر الجهوي الأول للحزب بجهة فاس–مكناس، والذي يسبق باقي الجهات، جاء تفعيلا لتوصيات الدورة العادية للمجلس الوطني المنعقد منتصف شهر أبريل الماضي بالرباط، بخصوص عقد المؤتمرات الجهوية والإقليمية استعدادا للمؤتمر الوطني الثالث عشر المقبل. وفي سياق متصل، كشفت مصادر حزبية قريبة من الموضوع أن الحركيين بجهة فاس–مكناس اختاروا لمؤتمرهم شعار: "جهتنا مستقبلنا"، حيث يُعول المشاركون من تسعة أقاليم تنتمي إلى الجهة، وهي فاسومكناس ومولاي يعقوب وصفرو وبولمان وتازة وتاونات والحاجب وإفران، على هذا المؤتمر الأول من بين المؤتمرات الجهوية للحركة الشعبية على الصعيد الوطني، لحسم موقف وموقع قلعة الأمين العام امحند العنصر بجهة فاس–مكناس، من السباق المحموم حول الأمين العام الجديد والقيادة المرتقبة «لحزب السنبلة»، بعدما أعلن العنصر رفضه الترشح لقيادة حزبه، بعد قضائه أزيد من 30 سنة على رأس الأمانة العامة للحركيين. آخر الأخبار التي حصلت عليها " اليوم 24 " من مصادرها، عشية انطلاق المؤتمر الجهوي الأول للحركة الشعبية، مساء هذا اليوم (السبت) بالقاعة الكبرى للمركب السياحي سيدي خيار بضواحي مدينة فاس، كشفت أن محمد أوزين، البرلماني والقيادي بحزب الحركة الشعبية والنائب الأول للعنصر بمجلس جهة فاس–مكناس، سارع إلى تكثيف جهوده وإشراك أنصاره بإقليم إفران، الذي ينحدر منه البرلماني والوزير الحركي السابق، مستعينا في ذلك بموقع وثقل وزن حماته حليمة العسالي بالمكتب السياسي للحركة الشعبية، والتي تصف نفسها ب"حجرة المحافظة داخل حزب السنبلة"، لإنجاح محطة المؤتمر الجهوي للحركة بجهة فاس–مكناس. ويعول أوزين على قلعة الأمين العام الحالي، امحند العنصر، بجهة "فاس–مكناس"، لترويج اسمه بقوة ضمن السباق المحموم نحو كرسي الأمانة العامة للحركة الشعبية، واكتساب نقط قوة على حساب باقي المرشحين المفترضين والبارزين لقيادة سفينة "حزب السنبلة"، من بينهم ابن جهة بني ملال محمد مبدع، الوزير السابق بحكومة عبد الإله بنكيران، ومحمد حصاد الوزير المعفي في الزلزال السياسي الأخير، والذي يحتاج إلى تعديل في القانون الأساسي للحركة لتقديم ترشحه، وذلك لعدم توفره على الشرط الأساسي المرتبط باكتساب ولاية واحدة على الأقل ضمن عضوية المكتب السياسي، وهذا ما يحاول محمد أوزين منع حصوله حتى يتخلص من منافسه وزير الداخلية السابق، محمد حصاد، حسب مصادر «أخبار اليوم». من جهته، دعا حسن العنصر، البرلماني الحركي والابن البكر للأمين العام الحالي، خلال حضوره أخيرا المؤتمر الإقليمي للحركة الشعبية بميسور، استعدادا للمؤتمر الجهوي الأول بجهة فاس–مكناس، «الحركيين» و"الحركيات" إلى استحضار السياق العام الذي ينعقد فيه أول مؤتمر جهوي للحركة، والتي اختارت الانطلاقة من جهة فاس–مكناس لتحضير المؤتمر الوطني الثالث عشر، الذي وصفه نجل العنصر ب"المحطة الأساسية التي تستلزم من الأسرة الحركية إنجاحها بما يكفي من المسؤولية والإصرار"، يقول حسن العنصر. هذا، وسبق للأمين العام الحالي، امحند العنصر، أن نفى، في خروج إعلامي مثير خلال مشاركته في حلقة "ساعة للإقناع" بقناة "ميدي 1 تي في" نهاية شهر فبراير الماضي، ترشحه لمنصب الأمانة العامة حتى لو تم تعديل القانون الأساسي لتمكينه من ولاية جديدة، حيث أكد أن جميع الحركيين لهم القدرة والحق في الترشح حتى ليلة انتخاب الأمين العام الجديد، فيما نفى العنصر ما يروج بخصوص دعمه محمد حصاد وتعبيد الطريق له نحو الأمانة العامة، وشدد على حصاد يعامل كباقي الحركيين، وأنه لا امتياز لأحد من المرشحين المفترضين لمهمة الأمين العام الجديد للحركة الشعبية التي قادها العنصر منذ سنة 1986.