الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية، عبدالإله السطي، قال ل" اليوم24″ إن الرؤية السياسية التي يبسطها عزيز أخنوش لمستقبل حزب التجمع الوطني للأحرار، تقوم على وازعين، "الأول هو ممارسة السياسة بدون هوية سياسية، وهو ما يطمح له الرجل من خلال التبشير بإيجاد حلول جذرية للسياسات العمومية المتعلقة أساسا بقطاع الصحة والتعليم والشأن الاقتصادي. كما أنه في الوقت ذاته خطاب نقدي من داخل الحكومة لقطاعات لا يشرف عليها حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما يخفي أطماع الحزب لقيادة هذه القطاعات، خصوصا أنه يروج لوصفات جاهزة من أجل إيجاد حلول نهائية لهذه القطاعات كما يروج له الحزب". أما الوازع الثاني، الذي يحرّك أخنوش، حسب السطي، فيتمثل في تقديم نفسه كبديل سياسي، سيتم المراهنة عليه لقيادة المشهد السياسي مستقبلا، "وهذا في اعتقادي خطاب ينم عن استراتيجية سياسية بدأ ينهجها الحزب منذ اعتلاء عزيز أخنوش لأمانته العامة، وذلك أولا من أجل إرباك مواقف ومواقع باقي الفرقاء السياسيين، وثانيا من أجل الحشد والتعبئة لاستقطاب أكبر عدد من الأعيان ومحترفي الانتخابات، الذين سيشكلون القوة الانتخابية الضاربة للحزب مستقبلا". الخبير في التواصل المقرّب من دوائر القرار بالمغرب، نورالدين عيوش، قال من جانبه ل" اليوم24″ إنه يرى في الخروج المكثف لأخنوش تجسيدا "لرجل سياسي يقوم بعمل حرفي في مجال الماركتينغ السياسي". عيوش أوضح أن حزب العدالة والتنمية كان أفضل حزب سياسي يقوم بهذا العمل في السابق، "لكنه بدأ يتخلى عنه، وأخنوش بادر للقيام بهذا العمل، وإذا استمرّ في هذا النهج سيكون أكبر حزب سياسي في الانتخابات المقبلة". عيوش شدّد على أن أخنوش ذهب إلى فرنسا والتقى بالرئيس إيمانويل ماكرون ومن رافقوه في حركة "إلى الأمام" التي أوصلته إلى الرئاسة، واستلهم منهم الأسلوب نفسه. وفي الوقت الذي ذكّر عيوش بأن جمعية "2007 دابا" التي كان قد أسسها قبل 11 سنة كانت تحث الأحزاب على القيام بما يفعله أخنوش حاليا، وذكّرته "أخبار اليوم" أن تلك التجربة باءت بالفشل وعرف المغرب نسبة مشاركة ضعيفة في تلك الانتخابات، ردّ عيوش بالقول إن "تلك الجمعية لم تكن حزبا، بل حثّت الأحزاب على تغيير أسلوبها، لكنها لم تطبّق ذلك ولم تقم بالعمل الضروري لإنجاح التجربة".