انتهت رحلة شاقة،بلغ طولها 1300كلم امتدت من جنوبالجزائر إلى شماله، و دامت لأزيد من 22 ساعة عبر الحافلة، بحصد الفرقة المغربية" أنفاس" للمسرح لجائزتين في مهرجانين عربيين للمسرح. وتمكنت الفرقة القادمة من جنوب المغرب، وبالضبط من مدينة أولاد تايمة باقيلم تارودانت،وبتمويل ذاتي من الممثلين والمخرج،أول أمس الاثنين من حصد جائزة لجنة التحكيم ( الجائزة الثانية) بالطبعة العربية لمهرجان الوادي للمسرح بالجمهورية الجزائرية، والذي عرف مشاركة الأردن، فلسطين، مصر، السودان، ليبيا، تونس، الجزائر والمغرب ولبنان كضيف شرف، بالإضافة إلى فرق من الكويت والسعودية لتقديم عروض شرفية. ويوم 13فبراير، حصلت نفس الفرقة على الجائزة الكبرى للطبعة التاسعة للمسرح المغربي"النخلة الذهبية"، والمنظم بولاية أدرار جنوب البلاد، وحصل العرض المسرحي على الجائزة باعتباره" أحسن عرض متكامل ضمن العروض المشاركة لهذا الموسم". العرض المسرحي«مزبلة الحروف"، من تأليف وإخراج المخرج محمد السباعي، وتشخيص زينب فيلاج وحسناء الزروال والممثل عبد العالي الزهيري. ويتحدث النص المسرحي عن قصة ثلاث كُتاب دافعوا على الكتابة والقراءة، متحدين قرار منع تداول الحرف والقلم، فكان جزاؤهم السجن في غابة بعيدة تحرسها ذئاب، ومنع عنهم الأكل والشرب، بسبب تهمة الكتابة. وبعد مقامهم في منفاهم، بدأت نوايا كل واحد منهم تظهر، فمنهم من يكتب تحت الطلب لإثارة الفتنة والحرب بتمويل من جهات خارجية، ومنهم من يكتب مقابل المال. وتعبر المسرحية عن صراع من أجل الحياة ومن أجل البقاء والخلاص من السجن، إذ سيكتشف هؤلاء الكتاب في الأخير، بأنه لا وجود لسجن ولا لذئاب تحرس المكان، ولا لسم في الخبز، وإنما كل هذا مجرد خيال وبالتالي، يمكن لهم الخلاص منه. محمد السباعي، رئيس الفرقة ومخرج النص المسرحي، قال في اتصال هاتفي ب"اليوم24″: "لنا الشرف أن نقدم المسرحية للجمهور الجزائري والعربي الشقيق، وذلك بعد سلسلة من التتويجات التي بلغ عددها ثمانية على الصعيد الوطني، وثلاثة على الصعيد الدولي، وما يميز مشاركتنا في هذا المهرجان، أنه كان بدعم ذاتي و من جيوب أعضاء الفرقة، تقدمنا بطلب الدعم للعديد من الجهات الرسمية، ولكن لم نتلق سنتيما لتمثيل المغرب في تظاهرة ثقافية في الجارة الجزائر عرفت مشاركة أزيد من 10 بلدان عربية شقيقة نصفها دول مغاربية، كان هدفنا هو أن نكون سفراء ديبلوماسيين لبلدنا في الجزائر، وتسويق مفهوم جديد لقضية وحدتنا الترابية، واعتبرنا في الفرقة بأن المسرح لايؤدي فقط دورا فرجويا وترفيهيا، بل يمكن أن يؤدي كذلك دورا ترافعيا حول قضايا الوطن". وعن مكامن قوة المسرحية، قال السباعي:"قوة مزبلة الحروف أننا اشتغلنا فيها على جميع مكونات العرض المسرحي، فالممثلون المشاركون قرأوا جيدا أدوارهم بعين ناقدة، واشتغلوا عليها بجد وحزم، لذلك فالمتتبع للمسرحية يحس بأن الممثلين لديهم رؤية عميقة للشخصيات التي جسدوها على خشبة المسرح، كما كان للمكون السينوغرافي حضور كبير في العرض المسرحي، من حيث الديكور والملابس والاضاءة. إضافة إلى النص المسرحي الذي تجنبنا فيه النخوبية، بحيث لم يكن خاصا بالمثقفين، بل كان موجها لجميع فئات المجتمع، وكل واحد يجد ذاته في النص المقدم، وأخيرا الحكاية كانت بحبكة جيدة شدت الجماهير من البداية إلى النهاية عبر اخراج محكم" وعن اللهجة الدارجة التي قدمت بها المسرحية، والأصوات التي تقول بأن ذلك يعتبر حاجزا لوصول الانتاجات المغربية إلى العالمية يضيف السباعي:"المسرحية كانت مقدمة بالدارجة المغربية، ولم يكن هناك أي مشكل في تمرير الخطاب وإيصال الرسالة عبر الفن والثقافة". من جهته، نوه رئيس لجنة تحكيم الدورة الدراماتورج التونسي بشير قهوجي ، بالعرض المغربي، وقال في تصريح له بأن اللجنة بجميع مكوناتها ارتأت تتويج المسرحية المغربية لقوة النص، وتوفره على كل عناصر النجاح. وأضاف بأنه شخصيا دافع أمام اللجنة على أن تحظى" مزبلة الحروف" بجائزة لجنة التحكيم.