كشف تقرير أمريكي عسكري حديث استمرار حرب التسلح بين المغرب والجزائر، واحتلالهما للمراكز الأولى في إفريقيا، وتصدرهما أيضا للمراكز الستة الأولى عربيا بعد العربية السعودية والإمارات العربية وقطر ومصر. كما كشف التقرير العسكري الصادر عن مصلحة الأبحاث التابعة للكونغرس الأمريكي، أن الجزائر تسلمت من 2007 إلى 2015 ما قيمته 11 مليار دولار من الأسلحة، أغلبها من روسيا، بينما توصل المغرب بما قيمته أربعة مليارات و700 مليون دولار في المدة نفسها، حصل على 700 مليون دولار من الولاياتالمتحدة، ومليارين و400 مليون دولار من الدول الأوروبية. وأوضح التقرير الأمريكي، أن "كلا من المغرب والجزائر توصلا خلال المدة ذاتها، بمقاتلات متطورة من روسيا ومن الولاياتالمتحدة، كما توصلا بفرقاطات حربية مصدرها أوروبا وروسيا، ودبابات ومدفعيات وطائرات مروحية، علاوة على العتاد الكلاسيكي من الدخائر الحربية". وحسب الأرقام الأمريكية، فإن "مقتنيات البلدين من الأسلحة سنويا، هو مليار ونصف مليار دولار للجزائر، في الوقت الذي تصل فيه المقتنيات العسكرية المغربية ما قيمته 600 مليون دولار سنويا من الأسلحة". وأكد التقرير العسكري، أن "معطياته دقيقة، لأنها تفرق بين قيمة الصفقات الموقعة بين الدول والمعلن عنها، وبين عمليات تسليم الأسلحة من الشركات إلى الدول المعنية بشرائها". وأكد التقرير الأمريكي، "أن جزءا مهما من الصفقات العسكرية للمغرب والجزائر، لا تعرف طريقها إلى التنفيذ بسبب صعوبات مالية أو بسبب عدم مصادقة بعض الأجهزة في الدول المصنعة على الصفقات". وتتجلى أهمية التقرير العسكري الأمريكي حسب المتتبعين، في أنه "يتابع مدى تنفيذ صفقات الأسلحة على أرض الواقع، لأن هناك فرقا بين الصفقات العسكرية التي يتم الإعلان عنها وبين كمية الأسلحة التي تتوصل بها الجيوش". وتعليقا على المعطيات العسكرية التي كشف عنها التقرير الأمريكي، أكد عبد الرحمان المكاوي، الخبير الأمني والعسكري، أن "التقارير الأمريكية غالبا ما تكون غير صحيحة، لأن الكونغرس الأمريكي اعتمد على تقارير الشركات الروسية ومشتريات الجزائر منها، وهي أرقام غير حقيقية، فالجزائر تبالغ في مشترياتها من الأسلحة ومن استثماراتها في هذا المجال، والمغرب يحاول ألا ينجر في هذه الاستراتيجية الجزائرية التي تحاول إقحامه في سباق التسلح على حساب التنمية". وشدد المكاوي في اتصال مع "أخبار اليوم"، على أن "التقارير الأمريكية غالبا ما تكون مغلوطة ولا تعبر عن حقيقة سباق التسلح بين المغرب والجزائر، لأن المغرب يستثمر في نوعية الأسلحة وكفاءاتها، فهو بذلك يبتعد عن الاستراتيجية الجزائرية التي تستثمر في الكم". وأوضح الخبير العسكري، أنه "إذا ما قمنا بالمقارنة بين أنواع الأسلحة المغربية والجزائرية، سنجد أن هناك تفوقا تكنولوجيا كبيرا للترسانة العسكرية المغربية، ومنها القمران الصناعيان المغربيان المتفوقان اللذان اشتراهما المغرب من فرنسا، واللذان لا يوجد أي مجال لمقارنتهما مع القمر الصناعي الاستخباراتي الجزائري الذي أطلق من الصين". وشدد المكاوي على أن "التسلح بالمغرب يتم بشكل سري، والتفوق العسكري كان أول ورش دشنه الملك محمد السادس، حين قام بإعادة هيكلة الجيش وتشبيبه وتزويده بعتاد حربي متطور تكنولوجيا، حتى أن العقيدة العسكرية تم تغييرها ليتم الاستثمار في العمق البحري، الذي أصبح عمقا استراتيجيا". وكشف المكاوي "أن المغرب قام بمجموعة من الإصلاحات العسكرية في سرية تامة خلال العشر سنوات الأخيرة، وواهم من يعتقد أنه يعرف ما يمتلكه الجيش المغربي من عتاد وما وصل إليه من تفوق عسكري". وقال الخبير العسكري إن "المغرب يستثمر في أسلحة يواجه بها الخطر المحتمل للتسلح الجزائري، وفي مقدمتها اقتناؤه للأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والطائرات الاستخباراتية المتطورة، والصواريخ البعيدة المدى والمتوسطة، وطائرات F16″، مشددا في ختام حديثه "أن المغرب تقدم كثيرا في إطار مشروع التصنيع الحربي الذي لا يعلم أحد إلى أين وصل؟ وهو من الأسرار العسكرية التي يتفوق بها أمام الجزائر".