بعد حالة "التشنج" التي تسببت فيها تصريحات عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، ضد عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، ورد الفعل "الرمزي" الذي لجأ إليه وزراء "الحمامة"، بمقاطعة أشغال المجلس الحكومي، يوم أمس الخميس، زادت تصريحات أخرى للوزير والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، من "أزمة" الأغلبية، والتي ينتظر أن "تتوسع"، وفق ما أسرت مصادر مطلعة ل"اليوم 24". وقالت مصادر قيادية بحزب "الأحرار" إن "التجمعيون في حالة غضب مزدوج، بعد تصريحات ابن كيران، ثم تصريحات مصطفى الخلفي التي رد فيها على وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، على خلفية قضية "الآذان"". وأضافت المصادر ذاتها أن "تصريح الخلفي، جعل قيادات الأحرار تقرر رفع الاحتجاج"، و"إعلان خطوات أكثر قوة بداية الأسبوع المقبل"، في حال "عدم تدخل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لاحتواء الوضع". مصدر مقرب من الحزب، أكد أن "الغضبة تضاعفت، حيث أن الوزير الخلفي استغل الفضاء الحكومي الذي من المفترض أن تصدر عنه قرارات الحكومة وليس قناعاته الحزبية والخاصة". وأردف "الخلفي استغل وجود الصحافيين لتصريف موقف حزبي وخاص، ضد حزب حليف". هذا ويتوقع بعد عودة قيادات الأحرار من الجنوب، ضمنهم رئيس الحزب عزيز أخنوش، حيث تشارك في نشاط حزبي في العيون، اتخاذ قرارات أقوى ضد العثماني والخلفي، يقول المصدر ذاته، والذي فضل عدم ذكر اسمه. وعن طبيعة القرارات التي يمكن اتخاذها، قال المصدر ذاته "قد تصل إلى الانسحاب والتشتت، لأن ما وقع هو ضرب للانسجام الحكومي، ورسميا، التجمعيون في حالة غضب". وكان مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، رد على تصريحات الوزير التجمعي رشيد الطالبي العلمي، حول قضية إيقاظ الأطفال لصلاة الفجر في المخيمات، قائلا "لم تناقش الحكومة قضية المخيمات، لكنني سأعلق على قصية واحدة وهي صلاة الفجر". وأضاف الخلفي في جوابه على سؤال صحافي، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، أمس الخميس، "صلاة الفجر لا تتعلق بحزب سياسي، وهي موجودة قبل وجود الأحزاب السياسية ولا ترتبط بهم". وأوضح الخلفي أنه يحتاج بخصوص ما نسب إلى وزير الشباب والرياضة، إلى الحديث معه، مضيفا "لا يمكن أن أعبر عن موقف باسم الحكومة حتى أعود إلى التصريح وإلى الوزير". وكان الوزير الطالبي العلمي، قال أول أمس الأربعاء، في ندوة صحافية، إنه "ممنوع إيقاظ الأطفال على الساعة الثالثة فجرا لأداء الصلاة في المخيمات، ولا يمكن أن نسمح بجلوس الأطفال تحت أشعة الشمس من أجل أداء صلاة الجمعة". وأوضح الوزير التجمعي، أن الوزارة ستضع برنامجا للمخيمات، يتضمن ما سيتم اعتماده في تنشئة الأطفال، متوعدا الجمعيات التي لا تحترمه بحرمانها من الاستفادة. واعتبر البعض أن تصريحات العلمي تعني بشكل مباشر الجمعيات المقربة من حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي الشريك لحزب العدالة والتنمية، قائد التحالف الحكومي.