شهدت إسرائيل في الساعات الماضية ضجة كبيرة إثر قرار وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان منع بث قصائد وأغاني الشاعر اليهودي يهوناتان غيفن، في الإذاعة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، حيث تناولتها الصحافة الإسرائيلية بكثير من التفصيل، لاسيما نشر ردود الفعل على القضية، بين مؤيد ومعارض. غيفن كتب قصيدة للفتاة الفلسطينية عهد التميمي،قائلا إن خمسين عاماً من الاحتلال كافية لتقوم الفتاة الجميلة ذات الشعر الأحمر بصفع الجندي، وشبهها بالأسطورة اليهودية في الحرب العالمية الثانية آنا فرانك. وقال ليبرمان إنه لن يسمح لشاعر سكير بأن يساوي بين فرانك إحدى ضحايا المحرقة النازية وبين عهد التميمي التي هاجمت الجنود الإسرائيليين. لكن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت أعلن أن ليبرمان ليس لديه صلاحية قانونية لمنع بث قصائد غيفن، ولا يحق له التدخل في الخطط البرامجية للإذاعة. ففي حين قال الوزير الدرزي أيوب قرا، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن مكان التميمي هو السجن فقط، فقد طالب غيفن بالتوقف عما اعتبرها ترهاته. أما وزيرة الثقافة الليكودية ميري ريغف فاتهمت غيفن بأنه يعمل مجندا للعمل لتحرير فلسطين، لأن التميمي إرهابية، تجاوزت الخط الأحمر، ولا يجب أن تحظى بأي احترام. عوفر شيلح عضو الكنيست من حزب "هناك مستقبل" قال إن إذاعة الجيش الإسرائيلي ليست محطة خاصة لأي سياسي، حتى لوزير الدفاع، ومحظور على ليبرمان التدخل في عملها، غيفن شاعر إسرائيلي له طريقته في الحديث والإلقاء، وسيبقى موجودا بين الإسرائيليين يذكرونه، فيما سينسون العديد من الساسة. عضوة الكنيست تمار زيندبيرغ من حزب ميرتس قالت إن قصائد غيفن تبث التفاؤل، رغم أنف ليبرمان، وستبقى جزء لا ينسى من التاريخ، أما عضو الكنيست إيتسيك شمولي من المعسكر الصهيوني فقال أن رفضنا لما ذكره غيفن لا يعطي ليبرمان صلاحية ما يبث وما يحظر في إذاعة الجيش الإسرائيلي، لأنها ليس ملعبا خاصا له. وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس طالب غيفن بالاعتذار عما ألقاه من أشعار ومفردات مستفزة للشارع الإسرائيلي، لكنه رفض مطالب ليبرمان، لأنه لا يحق له إصدار تعليمات خاصة ببرامج الإذاعة العسكرية. وقد سبق للشاعر غيفن أن وصف نتنياهو بالعنصري، واعتبر يوم إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بأنه نكبة لمعسكر السلام.