مع حلول فصل الشتاء، يعود الجدل من جديد إلى حوامل منطقة إملشيل بقمم جبال الأطلس، اللواتي جابت صورهن العالم شتاء العام الماضي، وهي تظهر معاناتهن مع وضع أجنتهن في ظروف مناخية صعبة، تسببت في حالات وفيات عديدة في صفوف الأمهات والأطفال، حيث سجلت أول حالة وفاة هذا الشتاء يوم الأربعاء الأخير، تخص توأما وجدت أمهما بسبب بعدها عن المركز الصحي صعوبة في وضعهما وإخراجهما إلى الحياة. أب التوأم "زايد أوعقى"، حمل مسؤولية وفاة طفليه ودخول أمهما في حالة غيبوبة قبل أن يتم إنقاذ حياتها، لمصالح وزارة الصحة والسلطات المحلية، مشددا في تصريح ل"اليوم24″، بأن "زوجته البالغة من العمر 37 سنة، لما فاجأها المخاض صباح يوم الأربعاء الماضي بدوار "موتزلي" التابع لجماعة إملشيل، هرع إلى المستشفى المتنقل الذي أمر وزير الصحة بالنيابة عبد القادر عمارة بوضعه بمنطقة إملشيل منذ منتصف دجنبر الماضي، لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية في عدد من التخصصات لفائدة سكان هذه المنطقة الجبلية، غير أن عناصر الأمن الذين يرابطون بباب المستشفى المتنقل منعوه من الدخول لطلب إغاثة زوجته، يضيف الزوج المكلوم، حيث لم يكن أمامه سوى الاتصال بمركز الدرك بالجماعة، ونجح في الحصول على سيارة إسعاف لنقل زوجته إلى المستشفى المتنقل، لكن عند عودته إلى منزله، وجد زوجته في حالة خطيرة، ما تطلب عودة سائق سيارة الإسعاف أدراجه لجلب طاقم طبي متخصص لإنقاذ الأم والتوأم. وأردف الأب أن المدة الزمنية الطويلة التي استغرقها تنقل الأطباء لإسعاف زوجته بالدوار، تسببت في وفاة التوأم، فيما نقلت أمهما في حالة خطيرة إلى المستشفى المتنقل بمقر جماعة إملشيل، حيث أعاد الحادث إلى الواجهة العشرات من الحوادث المماثلة التي أشعلت احتجاجات بالمنطقة التي عرفتها في مثل هذه الفترة من السنة الماضية، يقول محمد حبابو، الناشط الحقوقي وعضو "التنسيقية المحلية للترافع عن معاناة ومشاكل إملشيل". المديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة درعة/تافيلالت، سارعت بعد الحادث إلى إصدار بلاغ، كشفت فيه بأن أم التوأم المتوفى، لجأت إلى وضعه بطريقة تقليدية بمساعدة إحدى نساء الدوار بمنزلها، مما تسبب لها في إبقاء المشيمة داخل الرحم بعد خروج الجنينين، ما تسبب في نزيف دموي حاد مع انخفاض في الضغط الدموي للأم، مما استدعى نقلها على وجه السرعة صوب المستشفى المتنقل بإملشيل، حيث قام الطبيب المختص في الإنعاش والتخدير والطاقم المساعد له، يوضح بلاغ وزارة الصحة، باستخراج المشيمة من رحم الأم ووقف النزيف، كما تم حقنها بكيسين من الدم من نفس فصيلتها لتعويض الكمية التي فقدتها، وبعد أن استقرت حالتها الصحية، يردف نفس البلاغ، أظهرت التحليلات المخبرية التي أجريت على الأم بأن نسبة الصفائح الدموية بجسمها ضعيفة، حيث ارتأى الطاقم الطبي المختص، وتحسبا لأي مضاعفات على صحة الأم، نقلها إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالراشدية، مما مكن الطاقم الطبي من إنقاذ حياة الأم فيما توفي التوأم، يورد بلاغ وزارة الصحة.