بالجرأة نفسها، وبمواضيع مختلفة تخص التعليم واليهود والحرية الفردية وغيرها من المواضيع التي اختار المغرب مسرحا لها، يعود المخرج المغربي نبيل عيوش بفيلمه الجديد «رازيا»، الذي سينطلق عرضه في القاعات السينمائية الوطنية، ابتداء من يوم الرابع عشر من شهر فبراير المقبل، تزامنا واحتفالات العالم ب«عيد الحب». وحسب الإعلان المصور الرسمي الأول «البرومو الدعائي» لفيلم «رازيا»، فإن البطل الأول للفيلم يجسد دوره نجم التمثيل أمين الناجي، في فئة الذكور، ومريم التوزاني، زوجة نبيل عيوش، في فئة الإناث، وهو أول ظهور طويل لها أمام الكاميرا، وهي المخرجة، التي اعتادت الوقوف خلفها في إخراج أفلام قصيرة، بينها فيلم «آية والبحر». ويظهر الفيديو الإعلاني للفيلم تناول عيوش مظاهر احتجاجات المغاربة من أجل مطالب اجتماعية، وموضوع التعليم في المغرب، وقضية التدريس بلغة أخرى أو بلهجة غير العربية الفصحى، مثل الأمازيغية. وهنا يظهر الممثل أمين الناجي في جلباب مدرس للتعليم الابتدائي، يحارب في سبيل تعليم أطفال إحدى القرى النائية ضد أسلوب سائد. ويواصل نبيل، الذي اعتاد إثارة الجدل، أسلوبه المعتمد، في معالجته مظاهر عيش المجتمع المغربي في جانبها الأسود، استنادا إلى الإثارة والمشاهد الساخنة، والجديد في الموضوع هذه المرة أن المرأة التي ستكون محورا في تقديم هذه المشاهد هي زوجته مريم التوزاني، في مشاهد حميمة مع الممثل يونس بواب، الذي يظهر أنه يمثل دور رفيقها وحبيبها، كما تظهر في مشهد ثان تمشي في الشارع عارية الفخذين، بلباس ضيق، وتتعرض للتحرش، والقذف، وتبدو عليها علامات الاستغراب من ردود فعل بعض المارة. ومن المواضيع التي يطرحها الفيلم، أيضا، حسب «البرومو»، موضوع اليهود المغاربة، وثمة إشارات مختلفة في الفيديو من بينها حديث شاب، يؤدي دوره الممثل البلجيكي آريه وورذارلتر، مع والده وهو يقول له: «لا تقلق أبي سيبقى، هنا في الدارالبيضاء ما يكفي من اليهود لدفننا». في هذا الفيلم المنتظر، والذي سيعرض في القاعات الفرنسية والبلجيكية شهر مارس بعد خروجه إلى القاعات المغربية، مواضيع جديرة بأن ننتبه إليها جمهور ونقادا، ونحول الاهتمام من دائرة المشاهد الحميمة وكيف يختار المخرج نبيل عيوش تقديمها، إلى دائرة الاهتمام بكيف يريد تقديم عدد من القضايا في المغرب، ولم التركيز عليها دون أخرى؟ ذلك ما سننظر فيه حين خروج هذا الفيلم الذي قالت عنه مجلة «فارييتي» في عنوان لها: «جواب عن التعصب». «رازيا»، وهو حسب مشاهده في الفيديو، فيلم درامي تم إنتاجه في المغرب سنة 2017، عرض أول مرة في مهرجان تورنتو الدولي سنة 2017، في يوم افتتاحه، ويؤدي أدواره البطولية إلى جانب مريم التوزاني وآريه وورذارلتر وأمين الناجي، الممثل عبد الإله رشيد، وآخرون. الفيلم تصل مدة عرضه إلى ساعة وخمس وخمسين دقيقة، وقد وقع عليه الاختيار ليمثل المغرب في ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2018، في فئة «أفضل فيلم أجنبي». وهو الأمر الذي أثار الكثير من الجدل واللغط بين المخرجين والمنتجين المغاربة، بالنظر إلى أن الفيلم لم يعرض بعد في المغرب. وكانت لجنة انتقاء الفيلم داخل المركز السينمائي تضم الفنان والرسام ماحي بينبين، رئيسا. وحسب ملخص مرفق بالفيديو، فإن أحداث الفيلم الجديد لنبيل عيوش تدور حول خمس شخصيات مختلفة في شوارع الدارالبيضاء، حيث تتقاطع حياتهم معاً بشكل درامي، فعلى مدى عدة عقود، تدور أحداث أكثر من قصة في أزمنة وظروف مختلفة، فالفيلم يتطرق إلى موضوع الظلم الاجتماعي في المغرب، حيث ينقل قصصا وقعت بين سكان الأحياء اليهودية الغنية والفقيرة في البيضاء منذ سنة 1980 إلى اليوم.