أفاد موقع "ميدل إيست آي"، البريطاني، أن الأمير السعودي، طلال بن عبد العزيز، يخوض إضرابا عن الطعام، منذ خمسين يوما، احتجاجا على استمرار اعتقال ثلاثة من أبنائه في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، من بينهم الأمير الملياردير، الوليد. وذكرت مصادر سعودية للموقع أن الأمير طلال، الأخ غير الشقيق للملك سلمان، البالغ من العمر 86 سنة، بدأ إضرابه، يوم 10 نونبر الماضي، بعد أن اعتقل ابنه الوليد، مضيفة أنه فقد عشرة كيلوغرامات من وزنه خلال شهر واحد. وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن الأطباء في مستشفى الملك فيصل بالرياض عمدوا إلى إطعام الأمير طلال عبر أنبوب تغذية، لكن ورغم ذلك فإن حالته لا تزال ضعيفة في مستشفى الملك فيصل بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك وفقاً لعددٍ من الأشخاص الذين زاروه. وقال أحد زائري الأمير إن هذا الأخير لم يُدلِ بأي تصريحٍ علني عن سبب رفضه تناول الطعام، حتى حينما زاره الملك سلمان، في أواخر نونبر الماضي لتقديم التعازي له في وفاة شقيقته مضاوي، والتُقِطَت صورةٌ للملك وهو يُقبِّل يد طلال، الذي كان جالساً آنذاك على كرسي متحرك. وقال الزائر إنَّ الأمير طلال لم يتحدث عن قضية اعتقال أبنائه الثلاثة مع الملك في تلك المناسبة؛ لأنَّه لم يرغب في استخدام قدرته على التواصل مع الملك للضغط من أجل إطلاق سراح أبنائه بينما يبقى آخرون في السجن، وأضاف بأنه قال لبعض أصدقائه، قبل شهر من بداية إضرابه عن الطعام، بأن انتهاج الاحتجاج "المدني" من أجل لفت لانتباه إلى الاستبداد، الذي يفعله ابن أخيه بن سلمان تحت غطاء حملة تطهير لمكافحة الفساد أمرٌ مشروع. ويعتبر طلال بن عبد العزيز، الذي يلقب بالأمير الأحمر، الابن الثامن عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وسبق له أن تقلد عدة مناصب داخل الدولة السعودية منها وزير المواصلات، ونائبًا لوزير المالية، ثم تولى زارة المالية بعد ذلك.
وأسس طلال حركة سياسية داخل المملكة بزعامته، وعضوية أمراء في الأسرة الحاكمة، عقب التوترات التاريخية، التي سادت بين الملكين فيصل، وسعود، وكان أبرز أمراء الحركة مشاري بن عبد العزيز آل سعود، وبدر بن عبد العزيز آل سعود، والأمير تركي الثاني بن عبد العزيز آل سعود، وغيرهم ممن اضطروا جميعًهم إلى الخروج من السعودية على خلفية هذه الحركة، التي دعت إلى الملكية الدستورية، وفصل الأسرة الحاكمة عن الحكم، وإنشاء حياة برلمانية داخل المملكة، والمساواة بين الرجال والنساء. وبعد طرد الأمير طلال إلى مصر، استضافه جمال عبدالناصر نكايةً في الملك فيصل، الذي كانت بينه والملك فيصل عداوة صريحة، فسحبت منه الجنسية السعودية، وتنازل عن لقب الأمير، إلى أن تم العفو عنه، في منتصف الستينيات، بشروط ملكية، وهي عدم تدخله في شؤون الحكم، حتى انشغل الأمير طلال بأعمال تنموية بعيدة عن السياسة، كان أبرزها تأسيس "برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية".