راقبته عن قرب لعدة ساعات وهو يعيد تعريف الحضارة في بلاده والعالم . استمتت الى اسلوب الراقي الذي يجمع بين البساطة والحكمة والحماس والهدوء والتلقائية والدهاء . وراقبته وهو يحمل الاطفال ويقبل جبهات الرجال والنساء !! شاب في نهاية الثلاثيثينات – أو علي اقصى تقدير في بداية الاربعينات – يرتدي بدلة رمادية ويتحدث بمنتهى الرقي والبساطة في قاعة مليئة علي الاقل باكثر من خمسمائة شخص غير المتابعين عبر السموات المفتوحة . اخذ الامر مني هذا المرة وقتا اكثر من الاول لاجد ان علي استيعاب ان هذا المدهش هو وزير ووزير عربي . كان حديثا عن الثورة والاصلاح ورغم انني اعتبر نفسي من المنتمين الي معسكر الثورة الي ان رزانة الرجل تجبرك علي الانضمام لمعسكر الاصلاح. البداية كانت دعوة من الجمعية المغربية الامريكية لحضور لقاء مفتوح مع وزير النقل والتجهيز المغربي السيد عبد العزيزالرباح . للحظات تخيلت ما هو شكل الاجراءات المعقدة التي تمر بها لمقابلة اي وزير في في الدول العربية . تصورت ان علي اجتياز العديد من البوابات والعشرات من الحراس الشخصيين لاقابل او اشاهد عن بعد الوزير. ثم تذكرت بشيء من السخرية اللاذعة تصريح قريب نسب لوزير نقل في بلدي يتحدث عن انهم يحاولون الحد من الحوداث على الطرق السريعة بتكسير تلك الطرق فيضطر السائق ان يمشي ببطء !!!!!! لحسن الحظ لم يكن شيء من هذه لم اقابل حراس ولم يمنعني احد ان اجلس بجوار الوزير لاساله !!!! بل لقد اجاب الوزير علي اسئلتي بكل دبلوماسية وهدوء .وذكاء ايضا . وبالطبع لم اكن انا استثناء في شيء فقد منح سيادة الوزير المغربي عبد العزيزالرباح جزءا من وقته ليجيب عن اسئلة الجمهور من الجالية المغربية التي حضرت القاعة في ثقة قد لا يتمتع بها اكثر من 95% من الوزارء العرب . والمعروف ان عبدالعزيز الرباح والذي شغل عدة مناصب بارزة في وزراة التجارة الخارجية قبل ان يعين في يناير 2012 وزير في حكومة بنكيران عن لائحة حزب العدالة والتنمية بدء مشواره في خدمة المغربيين في سن مبكر . الوزير والذي نقل شكر وتقدير العاهل المغربي الملك محمد السادس بن الحسن للجالية المغربية في الخارج، تحدث ايضا عن أهمية هذه الجالية للمغرب . والجدير بالذكر ان عدد المغاربة بالولاياتالمتحدةالامريكية يتجاوز الماتئان الف شخص يوجد منهم خمسة واربعون الف في نيويورك وحدها . وتحدث ايضا الوزير عبد العزيز الرباح عن الفرص والتميز وقال ان عدد من الوزراء في اروبا الان يفخرون بان اصولهم مغربية وانه لو تميز فقط واحد بالمائة من ال200 الف مغربي في الولاياتالمتحدة فسنجد انفسنا امام حوالي 2000 شخص في مواقع تتيح لهم رد الجميل وتقديم خدمات جليلة للبلد التي اتاحت لهم فرص التميز والابداع واني كمسئول في الدولة المغربية اقول لكم بصراحة انني استفيد من اللقاء معكم فالقيادة في بلدنا ومولاي جلالة الملك يقدر تماما اهمية تواجد ابناء المغرب وانتشارهم في كل اصقاع الارض ويدرك ان الانتماء الي المغرب هو السمة المميزة لابناء المغرب . وفي حديث خاص لجريدة الصباح قال الوزير المغربي ان المغرب سيعود قريبا الي الاتحاد الافريقي اذا صحح الاتحاد الافريقي موقفه من قضية الصحراء. وحول سؤاله عن موقف المغرب من الحكومة العسكرية في مصر اجاب الوزيز بدبلوماسية ان المغرب يتمني كل التوفيق للشعب المصري ولا يتدخل في الشئون الداخلية المصرية . أهم تصريحات الوزير المغربي عبد العزيز رباح : . التغير في المغربي نموذجي ولم تكن له الاثار السلبية التي دفعتها دول الربيع العربي . . لا يمكن الحكم علي المغرب ( 34 ميلون مواطن ) قياسا بوجود 34 فاسد . . يجب تعيل قضية الصحراء المغربية وشرحها للغرب . المغرب بلد مستقل تماما من حيث السياسة لا يتدخل في سياسات الدول الاخري ولا يسمح باي حال من الاحوال التدخل في سياساته . جميع ارجاء الوطن المغربي يتم تنميتها بنفس النسبة هذا وقد اثارت هذه الندوة التي قام بها الوزير المغربي جوا من الارتياح بين ابناء الجالية المغربية . حيث قالت السيدة ثريا حميان انها سعيدة بهذا اللقاء وسعيدة بشخصية الوزير الذي يحاول ان يحتوي جميع المغاربة حتي من ذوو الاتجاهات المختلفة .وانها علمت عن المشاريع الجديدة التي تقام في المغرب الان . بينما اوضح السيد رشيد حيران عضو الجميعة المغربية الامريكية ان زيارة الوزير كانت مهم جدا لتجميع الجمعيات المغربية والتاليف بين قلوبهم . بينما اضاف السيد مصطفي دحي ان زيارة سيادة الوزير تاتي في ظل حرص الحكومة في الاهتمام بالمواطنين المغاربة في كل مكان . وانه اطمئن من حديث الوزير عن الاداء الاقتصادي للحكومة. حضر الحفل السيد خليفة ايت الشايب القنصل العام المساعد للمملكة المغربية والسيد طه القادري المكلف بشئون المجتمع المدني بالاضافة الي عدد كبير من وجهاء الجالية المغربية في نيويورك ونيوجيرسي وواشنطن . هذه وقد قام عدد من الصحف الامريكية والمغربية بتغطية الحفل بالاضافة لقناتي الجزيرة مباشر وقناة فارس منهاتن . وفي النهاية لا يسعنا الا ان نشكر الوزير عبد العزيز الرباح الذي وزع الامل في النفوس وجعلنا ندرك ان الوزير قد يكون هو الشخص الأهم في قيادة كل المعارك . * صحفي مقيم بنيويورك