لم يجد أحد القضاة المغاربة غير فضاءات موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ليعبر عن ميولاته السياسية، ويرد على الإجراءات الحكومية عبر تعليقات، رأى فيها بعض المتتبعين بأنها تسييس للقضاء الذي يفترض فيه الالتزام بالحياد السياسي تجاه الفاعلين السياسيين والحزبيين. "إرهاب حكومي" تعليقا منه على تصريح المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، لأحد المواقع الإلكترونية، بكون المندوبية مستقلة ونموذجها الإحصائي متقدم، وصف سعد القاسمي، نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوارززات، رد الحكومة، ممثلا في تصريحات عبد الإله بنكيران ووزيره محمد الوفا بأنها "إرهاب حكومي ضد المندوبية السامية للتخطيط". "حكومة مغرورة وقضاء منحط" تدوينات القاضي المذكور لم تتوقف، حيث علق يوم 31 يناير الماضي، في صفحته على موقع فايسبوك، على وصف بنكيران لشباط ب"رمز الفساد" و"البام" بالمولود المزداد بعيوب خلقية، بأنه هو "الغرور القاتل والتلون بألوان الطيف" الذي أصاب الحكومة على حد تعبيره. وفي تدوينة أخرى له، وصف القاضي المذكور، في 11 يناير الماضي، وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، بأنه "يسعى بكل الوسائل وبأي ثمن إلى إدانة أستاذ بفاس انتصارا لما تفوه به رئيس الحكومة بالبرلمان"، وتساءل القاضي في التدوينة ذاتها "هل سبق للمغرب أن عاش مثل هذا الانحطاط الحقوقي وفرض السياسة على القضاء؟". "القضاء المغربي أسوأ من نظيره المصري" القاضي نفسه كتب، في 16 يوليوز 2012، تعليقا على مقال "المغرب ومصر وإصلاح القضاء" للصحفي المصري أحمد منصور، وقال ردا على منصور "يا أستاذ أحمد لقد عهدنا فيك الموضوعية والتمكن من جزئيات المواضيع التي تبحث فيها، لقد اقتصرت على الرواية الرسمية التي ساقها إليك صديقك السيد الوزير". ويضيف القاضي، في نفس الرد، "فهل استمعت لرواية القضاة الشرفاء المنضوين تحت لواء نادي قضاة المغرب؟ حينها ستحيط بالقصة من جميع جوانبها وتعرف حقيقة الأمر"، قبل أن يتساءل "هل القضاء المغربي أحسن حالا من القضاء المصري الشامخ حتى يوجه إليك سيادته تلكم الملاحظة المستفزة..؟ غريب أمر هذه الحكومة".