أكد فريق تلسكوب كيبلر التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اكتشاف أول كوكب قريب الحجم من الأرض في "المنطقة القابلة للحياه" حول نجم يشبه الشمس، وأطلق عليه العلماء لقب "الأرض 2.0″. إن اكتشاف مثل هذا الكوكب يجعل البشرية تخطو خطوة تاريخية جديدة نحو العثور على "أرض ثانية"، وهو الحلم الذي يسعى إليه علماء الفلك منذ عقود طويلة من الدراسة والبحث العلمي. الكوكب المكتشف حديثا سمي Kepler-452b، وهو يدور في المنطقة القابلة للحياة (المنطقة التي يكون فيها الكوكب على مسافة من النجم بحيث يتكون الماء السائل على سطحه، وذلك يمكن أن يُمهد لظهور حياه عليه)، حول نجم من نوع G2. وقال "جون جرونسفيلد"، المدير المساعد لإدارة العلوم في مقر وكالة ناسا في واشنطن: "هذه النتيجة المثيرة تنقلنا خطوة جديدة لإيجاد (الأرض 2.0)، المدهش أيضا أن العثور على هذا الكوكب يأتي متزامنا مع الذكرى السنوية ال 20 لاكتشاف حقيقة أن هناك نجوما تدور حولها كواكب، مثلما يحدث في المجموعة الشمسية للأرض". قطر الكوكب Kepler-452b أكبر بنسبة 60% من قطر كوكب الأرض، ولم يحدد العلماء طبيعة تكوينه بعد، إلا أن بحوثا سابقة كانت قد أشارت إلى أن الكواكب بشكل عام، التي تكون في حجم هذا الكوكب، لديها فرصة جيدة لأن تكون صخرية. وفي حين أن الكوكب أكبر حجما من الأرض، فمداره حول شمسه يستغرق 385 يوما، أي أنه أطول من مدار كوكب الارض بنسبة 5% فقط، الغريب أيضا أن هذا الكوكب أبعد بنسبة 5% فقط من نجمه الأم Kepler-452 عن بُعد الأرض من الشمس، ويبلغ عُمر هذا النجم 6 مليارات سنة، أي أنه أقدم ب 1.5 مليار سنة من الشمس، وله نفس درجة حرارة الشمس، إلا أنه أكثر إشراقا منها بنسبة 20%، وقطره أكبر من قطر الشمس بنسبة 10%. وقال العالم "جون جينكينز"، من فريق تحليل بيانات تلسكوب كيبلر بمركز ناسا في ولاية كاليفورنيا، والذي قاد فريق البحث: "يمكن أن ننظر لهذا الكوكب باعتباره ابن عم كوكب الأرض الأكبر سنا، وهو يوفر فرصة لنا لكي نفهم مليّا تطور البيئة على كوكب الأرض، وعندما نفكر في حقيقة أن هذا الكوكب قضي مليارات السنين في المنطقة القابلة للسكن يدور حول نجمه؛ نجد أن الأمر بالفعل مذهلا، ويعطي لنا مؤشرا كبيرا على إمكانية نشوء شكل من أشكال الحياة على سطحه، ونحن نعتقد أن جميع المكونات وشروط الحياة الضرورية يمكن أن تكون فعلا متواجدة على هذا الكوكب". الأمر غير السار في هذا الكشف المثير أن النجم كيبلر-452 يقع في كوكبة "سيغنوس" ويبعد 1400 سنة ضوئية من الأرض. وهذا يعني أنه ضمن التقنيات المتوفرة حالياً، ستستغرق رحلة فضائية إلى "الأرض 2.0″ ما يقارب 26 مليون عام. الجدير بالذكر أن هذا الكوكب ليس الأول الذي تكتشف ناسا وجوده في "المنطقة القابلة للسكن" حول نجمه، والتي تطلق عليها ناسا الاسم Exoplanets، بل إن اكتشاف هذا الكوكب في الحقيقة يزيد من عدد مثل هذا النوع من الكواكب التي عثرت عليها ناسا في الكون إلى الرقم 1030، منها 521 مرشحة لوجود حياة عليها بالفعل، من هذه الكواكب 12 كوكبا قطرها مثل أو ضعف قطر كوكب الأرض، ومن هذه الكواكب 9 تدور حول نجوم أصغر حجما من شمس كوكب الأرض، وأقل منها في درجات الحرارة. ما الذي يميز كوكب "الأرض 2.0″؟ أهم ما يميز اكتشاف هذا الكوكب الجديد، ويثير حوله هذه الضجة الإعلامية الكبرى عدة حقائق وأمور هامة بالنسبة لعلماء الفلك، منها أنه أقرب الكواكب المكتشفة من كوكب الأرض (على الرغم من بُعد المسافة الهائل 1400 سنة ضوئية، إلا أنه الأقرب للأرض)، أيضا يتميز الكوكب بأن المسافة بينه وبين نجمه أكبر من مسافة الأرض من الشمس فقط بنسبة 5%، ومداره حول نجمه يستغرق 385 يوما، بينما يستغرق مدار الأرض حول الشمس 365 يوما، ودرجة حرارة نجم هذا الكوكب مساوية لدرجة حرارة شمس الأرض، على الرغم من أنه أكثر إشراقا من شمس الأرض بنسبة 20%، وقطره أكبر من شمس الأرض بنسبة 10%.
قبل اكتشاف هذا الكوكب، كان أقرب كواكب ال Exoplanets المرشحة لكي يحمل لقب "الأرض 2.0″ يسمى Kepler-185، والذي على الرغم من أن حجمه يكاد يكون مماثلا لحجم كوكب الأرض تماما، إلا أن الكوكب الجديد Kepler-452b سحب منه هذا اللقب، وذلك لأن نجم كوكب Kepler-185 أصغر كثيرا من شمس كوكب الأرض، الأمر الذي يزيد من احتمالية تجمد سطحه، ويقلل بشكل كبير من فرص وجود حياه عليه. وقد تم قبول البحوث المتعلقة بهذا الاكتشاف للنشر في دورية The Astronomical Journal العلمية.