تداولت وسائل إعلام تركية صورا لأشخاص سوريين قضوا تحت التعذيب على يد قوات الأسد في سوريا، الصور تم التقاطها من طرف عنصر من الشرطة العسكرية، كُلف بالتقاط صور كل القتلى الذين تصل جثثهم إلى المستشفى العسكري طيلة فترة الحرب الأهلية، حسب وكالة أنباء الأناضول. ولم يستطع عنصر الشرطة المنشق، حسب الوكالة، تحمل المشاهد المفجعة لجثث القتلى الممثل بها، فاتصل سرا بالمعارضة وسلمها 50 ألفا من صور القتلى الذين قضوا تحت التعذيب. وقد أثبتت الفحوصات التي أجرتها لجنة من رجال قانون دوليين، وأخصائيين في الطب والتصوير الشرعيين أن 26 ألفا من أصل 50 ألف صورة كانت حقيقية. وأوضحت اللجنة أن الصور تشكل أدلة قوية لإدانة نظام الأسد في المحكمة الدولية، بتهمة جرائم ضد الإنسانية، وسيكون لها تأثير قوي على مجريات الحرب، ومحادثات جنيف. وجاء في التقرير الذي أعدته اللجنة، شهادة للعنصر المنشق الذي أطلق عليه "سيزار" حفاظا على حياته: "يجري قتل المعارضين المعتقلين، بوسائل تعذيب مختلفة، في مقرات المخابرات، أو الأبنية العسكرية، ثم ترسل جثثهم إلى أحد المستشفيات العسكرية، فيما يقوم "سيزار"، بالتقاط أربع أو خمس صور للجثث، بحضور طبيب وممثل للقضاء". ويضيف التقرير: "كان يعطى لكل شخص يُقتل وهو رهن الاعتقال رقمان، الأول يعود للقسم المسؤول عن الضحية، اعتبارا من اعتقاله، وحتى قتله، ما يعني أن المخابرات وحدها كانت تعرف هذا الرقم، وهوية الشخص، وكان يُكتب الرقم أحيانا يدويا، على جسده، أو جبينه، وكان الرقم الثاني يعطى عند وصول الجثة للمستشفى العسكري، لتزوير وثيقة تفيد بوفاته في المستشفى، بسبب "أزمة قلبية"، أو "قصور تنفسي"، وكانت تعطى الوثيقة المزورة لأسر القتلى، عند سؤالهم عن مصير ذويهم". وبعد التقاط الصور من قبل "سيزار"، وإعداد الوثائق المزورة اللازمة، كانت تنقل الجثث إلى منطقة ريفية مجهولة، لدفنها، وفق التقرير.