ردا على الدكتور طارق رمضان أقول: بداية لا أستطيع إلا أن أرفع قبعتي أمام ينابيع الفكركم الخصب، وأعترف أني لا أعدوا سوى طفل يحبو على أربع أمام شيخ فكركم، لكن هذا لا يمنع طفل الفكر أن يعاند و يصرخ ويتمرد على من يكبره سنا فأستسمحكم عذرا... من جهة أخرى لا نبخس للعالم الكبير عبد السلام ياسين رحمه الله مكانته و قدره... و سيبقى علما و رمزا من رموز أمتنا المغربية التي نعتز بها من أمثال المهدي المنجرة و المقرئ أبو زيد و ابن بركة و مختار السوسي وغيرهم... لكن احترامي له لا يمنع اختلافي معه في الكثير من الآراء ووجهات النظر... أذكر جيدا كلمته الرائعة... "كلنا على جبل... في طريقنا نحو القمة كل له طريق يختاره لنفسه المهم أننا نلتقي في القمة" وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على وعيه واقتناعه التام بأن أسلوب الإصلاحيين لم يكن دافعه السعي نحو السلطة... بل للبحث عن العوامل المشتركة التي تجمعهم بالفصائل الأخرى و المكونات الأخرى لمجتمعنا المغربي... وما يجعلني شخصيا أدعم هذا الخيار هو اقتناعي التام بأن وصولنا للقمة -الريادة على جميع المستويات- التي تحدث عنها العالم عبد السلام ياسين لن يتأتى إلى بالمشاركة في جميع مؤسسات الدولة لا بإقصاء الآخر و نبذه ومحاربته... وهذا نفسه هو المنهاج النبوي الذي نهجه صلى الله عليه وسلم في بنائه للدولة بعد هجرته إلى يثرب التي كانت تغرق في معين الطائفية القبلية و الاختلافات الإديولوجية... قد يكون للإصلاحيين أخطاء... هي أخطاء لم يسلم منها أي فصيل من فصائل اليمين مع تناسب الحدة علاوة على فصائل اليسار... لكن يبقى دائما مؤشرا صحيا يدل على حركية المجتمع ويكرس مبدأ التدافع. فكما تعلم جمود المجتمعات ونمطيتها يعني موتها. أرجوا أن يكون ردي على بساطته شافيا وكافيا... ولكم تقرأوا كتاب: حوار مع الفضلاء الديموقراطيين للعالم عبد السلام ياسين ومقال العالم المقرئ أبو زيد: إذا آمن الإسلاميون بالديمقراطية فإن أمامهم مستقبل واعد والله من ورائ القصد وهو يهدي السبيل