تمكن اللاعب الدولي المغربي المهدي بنعطية خطف الأضواء هذا الموسم باعتباره أول لاعب مغربي وعربي يحمل ألوان فريق بايرن ميونيخ. وقد حظيت صفقة انتقاله من نادي روما الإيطالي إلى بايرن ميونيخ الألماني باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام الألمانية نظرا لقيمة الصفقة التي بلغت حوالي 28 مليون يورو. والتي جعلت المغربي المولود في فرنسا أغلى مدافع في تاريخ البوندسليغا. اليوم وبعد مرور أقل من عام على التحاقه بالقلعة البافارية يحتفل المهدي بنعطية بأول لقب له في مسيرته الكروية بعد تتويج بايرن بدرع الدوري الألماني لكرة القدم- بوندسليغا. غير أن مسيرة بنعطية مع بايرن ميونيخ هذا العام لم تكن مفروشة بالورود، فقد عاني ابن ال 28 عاما في البداية من صعوبة في اللياقة البدنية بسبب التحاقه المتأخر بالنادي وغيابه عن التجمعات الإعدادية التي خاضها بايرن ميونيخ بقيادة مدربه غوارديولا قبل انطلاق الموسم، ناهيك عن الإصابات المتكررة التي تعرض لها. وعن ذلك يقول في حوار مع موقع بونديسليغا "لقد منعتني كثرة الإصابات من التأقلم السريع مع الفريق في البداية، وهوما تكرر معي أيضا قبل انطلاق مرحلة الإياب من الدوري حيث لم أشارك بشكل فعال في الاستعدادات، لكن بعد استرجاع عافيتي قدمت ما بوسعي وأديت مهمتي بالشكل المطلوب". بداية صعبة يليها تألق المستوى المتذبذب الذي ظهر به بنعطية في البداية جعل الكثير من المراقبين يشككون في قدرته على تقديم الإضافة المطلوبة لفريق كبير بحجم بايرن ميونيخ، حيث تحدثت بعض الصحف عن صفقة فاشلة لا تساوي القيمة المالية الكبيرة التي دُفعت من أجلها. بيد أن اقتناع المدير الفني للفريق البافاري بيب غوارديولا بالمدافع المغربي جعله يواصل ثقته فيه ويعتمد عليه كأساسي في الكثير من مباريات البوندسليغا ودوري أبطال أوروبا. وقد برهن بنعطية مع مرور الوقت على أنه أهل لثقة إدارة بايرن ميونيخ وأصبح يقدم مباريات قوية وتمكن من تسجيل هدفين في 15 مباراة لعبها بقميص بايرن، الأول في الدوري الألماني أمام أوغسبورغ والثاني ضمن إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام العملاق برشلونة. وعن تقييمه لأول موسم له مع بايرن ميونيخ يقول بنعطية في حوار مع موقع بونديسليغا "قمنا بكل ما في وسعنا لتحقيق الأهداف التي كنا نسعى إليها، وفي النهاية كانت الحصيلة التتويج بلقب الدوري وبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وكأس ألمانيا". ويضيف بنعطية، الذي اختير أحسن لاعب عربي في عام 2014، "لازمنا الكثير من سوء الحظ هذا الموسم جراء الإصابات المتعددة التي تسببت في غياب نجوم الفريق عن اللعب لأشهر عديدة". رغم ذلك يؤكد أن موسمه مع بايرن جيد وهو سعيد بذلك. أحسن لاعب في مباراة برشلونة وبدون شك ستبقى مواجهة برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا خالدة في ذهن بنعطية، حيث قدم مستوى لابأس به في مباراة الإياب التي جرت على ملعب أليانتس أرينا، معقل بايرن ميونيخ، واستطاع أكثر من مرة إيقاف زحف هجوم برشلونة المكون من الثلاثي الخطير ميسي ونيمار وسواريز، كما كان صاحب الهدف الأول في شباك برشلونة بضربة رأسية. وقد نال بنعطية أحسن لاعب ضمن لاعبي فريقه في تلك المباراة التي يتذكرها قائلا "خرجنا أمام برشلونة مرفوعي الرأس رغم الإقصاء. قدمنا كل ما بوسعنا. لكن في ظل غياب أربعة من اللاعبين البارزين في الفريق يصعب الفوز على برشلونة" ويضيف صاحب الطول الفارع (1,90) "تخيل أن يلعب برشلونة بدون ميسي وسواريز ونيمار أو ريال مدريد بدون رونالدو، كيف سيكون الحال؟". ورغم الانتقادات التي تعرض لها نجم دفاع المنتخب المغربي خصوصا من الحارس الألماني السابق أوليفر كان في تلك المباراة والذي حمل بنعطية مسؤولية الهدفين اللذين هزا شباك بايرن، مشككا في قدرته على اللعب في مباريات حاسمة من حجم نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، إلا أن غوارديولا ظل يدافع عنه ويرى فيه المدافع المناسب لخططه التكتيكية. وعن العمل مع مدرب كبير مثل غوارديولا يقول بنعطية لموقع بوندسليغا "لقد تعلمت الكثير من غوارديولا، فهو مدرب يهتم بأدق التفاصيل ويعمل بجدية كبيرة ويكون حاضرا بجوارحه كلها أثناء قيامه بمهامه. وأنا فخور بأن ألعب لفريق يشرف عليه هذا المدرب". إحصائيات لصالح بنعطية بنعطية فخور بالعمل تحت إشراف مدرب كبير مثل غوارديولا رغم كل الصعوبات التي عانى منها بنعطية خلال أول موسم له مع بايرن ميوينخ، فإنه يبقى موسما مميزا لهذا اللاعب باعتباره كان شاهدا على تتويجه لأول مرة في مسيرته بلقب الدوري. والإحصائيات التي أجرتها بعض المواقع الرياضية المتخصصة كموقع كيكر الرياضي الألماني، تثبت بأن أداء بنعطية في موسمه الأول مع بايرن لم يكن سيئا، ففي مجموع 554 دقيقة لعبها مع بايرن، حسم خمسين بالمائة من النزالات الثنائية لصالحه، ومرر 44 تسديدة خاطئة مقابل 434 محكمة. أرقام قد تكون خير جواب للمشككين في قدرات الدولي المغربي، كما قد تكون حافزا له لاكتساب المزيد من الثقة والتألق خلال الموسم المقبل سواء مع بايرن ميونيخ أو المنتخب المغربي