يبدو أن القانون الذي صادق عليه مجلس الحكومة، يوم الخميس 6 يونيو، والقاضي بمنع الغش في الامتحان والتنصيص على عقوبات "مخيفة"، لم يثن الغشاشين عن عزمهم، فذهبوا إلى الامتحان مدججين بالهواتف المحمولة ونسخ مجهرية لدروس مختلف المواد، خصوصا المرتبطة بالحفظ. "الرأي" تنتقل بكم إلى قلب قاعة من قاعات أحد مراكز امتحانات الباكلوريا، التي نشطت بها عملية الغش بمدينة الرشيدية، التي يبدو أن سمعتها الوطنية الطيبة في الجد والاجتهاد، بدأت تتلطخ بمثل هذه السلوكات التي يعتبرها الكثيرون غريبة عنها. كانت القاعة 6 بمدرسة النهضة مسرحا لعمليات غش بالجملة خلال الأيام الثلاثة الأولى من امتحانات الباكلوريا لفئة الأحرار. حاميها حراميها في امتحان مادة اللغة العربية وآدابها، أستاذ بدل أن يقوم بدوره في مراقبة المترشحين ومنع أية عملية غش، يسمح بذلك، بل ويتطوع للقيام بمهمة جديدة، مهمة حراسة المترشحين الغشاشين من المسؤول عن مركز الامتحان، فيخطرهم عند قدومه ويطلب منهم إخفاء "الحروزة". نفس المشهد سيتكرر في مادة الفلسفة، مساء اليوم الموالي، الأربعاء 12 يونيو، من أستاذ آخر تطوع للقيام بهذه "المهمة النبيلة" حسب اعتقاده واعتقاد الغشاشين. مسؤول المركز يتراجع عن توثيق عملية الغش ب"الله ارحم الوالدين" تراجع مسؤول مركز الامتحانات بمدرسة النهضة عن توثيق محضر الغش بعد أن دخل إلى القاعة فجأة ووجد مترشحا متلبسا في عملية غش باستعمال ورقة من النسخ المجهرية إياها، واستسلم المسؤول الذي يبدو أنه تأثر بأصوات حناجر باقي المترشحين "ترحم له الوالدين" لأجل أن لا يتسبب فيما يضر المترشح الغاش! أستاذة نموذج للمسؤول «المسؤول» رغم أن بعض المترشحين توسلوا أستاذة الرياضيات، صاحبة البشرة السمراء، لأجل أن توسع عليهم قليلا وتسمح لهم بالغش، رفضت رفضا باتا قائلة "لن أرضى لكم ما لا أرضاه لأبنائي". وضبطت الأستاذة أربعة مترشحين من الجنسين يغشون، الذكران باستعمال الوثائق المجهرية والأنثيان باستعمال الهاتف المحمول واتخذت فيهم الإجراءات القانونية، ليتأكد أن الذين تم ضبطهم حرموا من حضور امتحانات ما تبقى من مواد. مراقبان يضعان عينين من «بلاستيك» وأذنين من «عجين» حضور الأستاذين المراقبين في مادة الاجتماعيات، التاريخ والجغرافيا، صباح يوم الخميس 13 يونيو، كان مثل غيابهما. فقد تحاور المترشحون كما يشاؤون، وتبادلوا أوراق "الوسخ" بسهولة، بل وتجرأ البعض على وضع الوثائق المجهرية للدروس أمامه فوق طاولة الامتحان. كل ذلك أمام مرأى ومسمع الأستاذين اللذين فضلا وضع عينين من بلاستيك وأذنين من عجين، المهم أن يرضا عنهما الغشاشون. وخاطب أحد الأستاذين المراقبين أحد الغشاشين قائلا "واش ما نستاهلش شي عصير في فيتامين"، أي المقهى الاكثر شهرة بمركز الرشيدية، في إشارة إلى أنه قدم خدمة لفائدته تستحق المكافأة.