تنتعش تجارة الشموع في بعض مناطق المغرب هذه الأيام تزامنا مع احتفالات الهيلولة الدينية التي يعتقد الزوار اليهود الوافدون للبلاد من مختلف بقاع العالم أنها تدفع عنهم البلاء وتجلب لهم البركة والرزق. ويتم الاحتفاء بليلة الهيلولة في يوم "3 طبيبت" حسب السنة القمرية اليهودية منذ أكثر من قرنين، وتصادف هذا العام ليلة 26 دجنبر الجاري. وثمة نوعان من الشمع يكثر الطلب عليهما في موسم الهيلولة: الأول أبيض ثمنه عشرة دراهم يحرق، والثاني ملون ويعتقد يهود المغرب أنه يجلب الرزق والبركة ويدفع البلاء ويهدى للأصدقاء والجيران، وقد يصل ثمنه إلى عشرين ألف دولار أو أكثر بعد عرضه في مزاد أمام ضريح الحاخام داود بن باروخ هاك كوهي الموجود في قرية تينزرت القريبة من مدينة تارودانت. وتنطلق مراسم الاحتفال بإيقاد ثماني شمعات بمعدل شمعة عن كل يوم قبل موعد الاحتفال في "حانوكا" (مجسم في ساحة الضريح به تسع شمعات)، أما التاسعة فتوقد ليلة الهيلولة، وفي الأخيرة توقد شمعة بيضاء كبيرة الحجم على قبر كل يهودي من القبور ال140 الموجودة في الضريح، والتي يتم اقتناؤها من عين المكان حتى تنتقل البركة إلى جثامين أجدادهم من اليهود المدفونين بالموقع حسب تصريحات المكلف بالتواصل والتنظيم لدى الطائفة اليهودية في المغرب ألبير داغون. وموازاة مع إيقاد الشموع بالقرب من الضريح يستغرق الزوار في الدعاء والتبتل قبل أن يتجمعوا في الليل بقاعة مجاورة، حيث يقام حفل العشاء المصحوب بأغاني جلها من أصول مغربية، يُغنى بعضها بالعامية المغربية إلى جانب القليل من اللغة العبرية.