يبدو أن دولا إفريقيا مسلمة ليست الوحيدة في طلب مساعدة المغرب فيما يتعلق بتكوين الأئمة من أجل محاربة التطرف، فقد دخلت فرنسا أيضا على الخط لتطلب من المملكة تكوين أئمتها في السياق ذاته. وكانت كل من مالي، الغابون ونيجيريا قد طلبت من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى المغربيين مساعدتها ي تكوين أئمتها في سياق مواجهة التطرف الديني وما يرتبط به من أعمال عنف ونعرات. وطلبت فرنسا بدورها مساعدة المغرب من أجل توفير التأطير لأئمتها وتلقينهم تعاليم "الإسلام الوسطي المعتدل". وقابل المغرب الطلب الفرنسي بالإيجاب رغم الأزمة الديبلوماسية التي ما زالت قائمة بين البلدين. واتفق البلدان على استفادة 50 إماما فرنسيا بالعاصمة الرباط ابتداء من السنة الجديدة 2015 من دورات تكوينية في العلوم الشرعية والقرآن والسيرة النبوية، و ضوابط الفتوى. وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن تكوين الأئمة الفرنسيين الخمسين هو "مرحلة أولية" ستتبعها مراحل أخرى إذا أثمرت نتائج حقيقية على الواقع وتراجع عدد الشباب الفرنسيين الملتحقين بجبهات القتال بسوريا على وجه الخصوص. وأضافت الخارجية الفرنسية أن رهان الحكومة الفرنسية هو أن "ينجح الأئمة المُكونون في تقديم الإسلام الصحيح لمسلمي فرنسا وإبعاد هؤلاء عن الجماعات المتطرفة".