"دخلنا إلى السجن أسوداً، وبقينا فيه أسوداً، وغادرناه أسوداً، وسنظل ما حيينا أسوداً، لا نبيع ولا نقيل ولا نستقيل، لغلاء الثمن" بهذه الكلمات القوية لهجت عظمة لسان الشيخ عمر الحدوشي بعد خروجه من أقبية السجون المغربية، وبعدها قام الشيخ الحدوشي بعدة جولات وخرجات إعلامية وتنظيمية على ربوع المملكة، فاضحاً كل تلك "الممارسات المذلة" التي مورست عليه في السجن، وداعياً للكشف عن كل الملابسات التي زجت بخيرة أبناء الشعب المغربي خلف القضبان، وحرمتهم من أحضان أمهاتهم وآبائهم وأسرهم"لسواد عيون أمريكا الظالمة"، وظل الشيخ مستميتاً في الدفاع عن منهجه وفكره بمعية عدة شيوخ آخرين. في هذا الجزء الأول من الحوار، يتحدث الحدوشي عن السجن وظروفه القاسية، والتعذيب الذي طال المعتقلين على ذمة أحداث 16 ماي، كما يشرح أسباب رفضه الانضمام إلى أي حزب أو جماعة دعوية. وإليكم الجزء الأول من الحوار سَعُرت الهجمات الإعلامية على شخصكم، وأصبحت العديد من المنابر تخوض حرباً لتليين مواقفكم والخفض من تحركاتكم التنظمية والتأطيرية، كيف تعلق على هاته الهجمات؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الورى، وعلى آله وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فأحيي أخانا الحبيب، وسائلنا اللبيب، وكاتبنا النجيب بتحية الإسلام وتحية الإسلام السلام: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، أشكركم على ثقتكم النبيلة، وعواطفكم الجياشة، وتثبتكم السني والرفيع، حيث آثرتم أن تسمعوا مني لا عنا، ولا من غيرنا من الإعلام الذي لا يتحرك إلا بتعليمات خسيسة، ودريهمات بئيسة، والإعلام-أعني به: كل ما ينقل لنا العلم والخبر مسموعاً أو: مقروؤاً، أو: مشاهداً-كلمة، والكلمة أمانة يسأل عنه المرء يوم القيامة، والكلمة إما لك، أو عليك، وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا). وعن أبي بكر-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: (ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذَرَبَ اللسان على حِدَّته). واللائحة طويلة فلو شئنا أن نجمع ونذكر ما ورد في أمانة الكلمة لجاء ذلك في مجلد ضخم، ولكن ما لا يمكن كله لا يترك بعضه أو: جله، لذا نوصي الصحافيين بألا تكونوا دمىً في أيد المخابرات، تحرككم كيف تشاء، ومتى شاءت، بدون شخصية، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، وعلى الرغم من كل الزوابع التي عصفت في ملفنا المفبرك، والدعي الذي لا يعرف له أب ولا أم، وحاولت النيل منا، والتعرض لمنهجنا السليم، وانتقاد اتجاهنا العقدي والفكري والأدبي، محاولة منهم لقتل أفكارنا ومبادئنا في الشائعات التي ينشرونها-بمباركة ومعاونة الإعلام المغربي التافه-إلا أن موقفنا بقي ثابتاً لا يريم، متحدياً للخصوم، متمسّكاً بالحق، الذي هو هدفنا ورائدنا إلى أن نلقى ربنا: وكنت أقول، ولا زلت-إلى الآن: (إن السجن هو المكان الطبيعي للرجل الحر في الأمة المستعبدة). وقد سئلت مرة هذا السؤال: اتهمت بالتورط في أحداث 16 ماي، ما هي خلفيات اعتقالك؟ وآنذاك قلت: هذه تهمة فاشلة، نتائجها خاوية وهي بالنسبة لي شلو مطروح بالعراء تسفي عليها الرياح، وصفة بلا معنى وهدم بلا بناء، بلغت رائحتها ما بلغ الليل والنهار وهي مهزلة قائمة ومفروضة عليهم فرضاً، من أمهم أمريكا الصليبية، وسحابة لن تلبث أن تنقشع والحكومة المغربية-الاشتراكية آنذاك- ما تزال إلى الآن وحتى كما عهدت نفسها وعهدنا تحاول أن تخدع الناس بسياسة تنذر بأوخم العواقب، وأنكأت في القلوب جرحاً لا يندمل أبداً، رسموا سياسة ليمضوا عليها، وسياسة الحكومة في حاجة ماسة وأكيدة وملحة إلى الدولار الأمريكي تبتدئ من حيث تبتدئ أمريكا، ولا تنتهي من حيث تنتهي أمريكا، سياستها غريبة لا شرقية ولا غربية ولا عربية بل هي خليط عجيب من ذلك كله، عقولهم في جيوب الأمريكان، يطلقون التهم بلسان الأمريكيين، الصليبيون يقولون: (ولا الضالين)، والمرتزقة يقولون: (آمين)، صاروا تباعاً، وقد كنا سباعاً، صاروا أذناباً، وقد كنا رؤوساً، وصاروا عبيداً، وقد كنا أسياداً، وقوتهم عاجزة وداحضة أمام قوة الحقيقة وبراءتنا أقوى من قوة الدولار الأمريكي (طلع الصباح فأطفئ القنديل) وبراءتي منها من باب: السماء فوقنا والأرض تحتنا، ومن باب قول القائل: وهل يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل فتهمهم تشم ولا تفرك، خبطوا خبط عشواء في ديجور ظلمة الغي الأمريكي، فركبوا متن عمياء، أساؤوا قراءة كما أساؤوا إجابة أمام اللجن الحقوقية، وهو مضمار يعرف فيه السابق من المسبوق، الشيء الذي قض مضجعهم، وأسال لعابهم وحل حبوتهم، وكلفهم مخ البعوض، فأصبحوا في حيص بيص، متحيرين، يقدمون رجلاً، ويؤخرون أخرى، لا يفرقون بين الصديق والعدو، وبين المقبوحة والمشقوحة والمنبوحة، فتقريرهم السنوي عن حقوق الإنسان كان مهزلة المهازل، مشؤوماً من هشاشته، مشوَّهاً من فسالته وقِحَّتِه، لو جاءت ريح ذهبت به، ومن العجائب، والعجائب جمة، أن وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها الذي نشرته حول حقوق الإنسان بالمغرب بتاريخ 28 فبراير 2005 م تتبعت فيه عوراتهم، وتعقبت آثارهم، وأطفأت نارهم، وهتكت أستارهم، وقلمت أظفارهم، ونشرت طويتهم، ومزقت جلباب مساويهم، وألقمتهم أحجاراً جمة، وأظهرت عجرهم وبجرهم، و(كل الصيد في جوف الفرا): مساو لو أقسمن على الغواني * لما أمهرن إلا بالطلاق ناهيك عما كتبته المنظمات الدولية حول حقوق الإنسان في المغرب مثل: هيومن رايت ووتش، وهيومن رايت فورست, وأمنستي ..الخ. إنها سوأة لو ستروها بإطلاق سراح المظلومين والمكلومين لكان أولى لهم وأجمل، لكنهم استمسكوا بمواجهة الحق الذي لا يملكون دفعه بالحجة والبرهان فبلغوا من التبعية لأمريكا مقاماً تنحط دونه الجوزاء، انحرف مزاجهم وعشعش في دماغهم القلق، وحمى محاربة الإرهاب: (الإسلام)، وخفي عليهم أنهم بين أسد خادر وبحر زاخر، ( يُرِيدُونَ أن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)، ظنوا أننا للاستهلاك فقط، وأننا عبارة عن قطعة من المعدن يحاولون ذوباننا متى شاؤوا وأنى شاؤوا، في بوتقة مشروع صهيوصليبي: "إما معنا وإما مع الإرهاب"، نكون أو: لا نكون؟ فدخلوا في حرب ليس لهم فيها مقام محمود، ولا يوم مشهود، ولا أثر معدود، ليس لهم فيها ناقة، ولا أناقة، ولا لياقة، فكان ما كان مما لست أذكره، قواصم بلا عواصم، والقلم عاجز عن عد مصائبهم. وحُبِكت ضدنا مؤامرة السكوت بتزوير الحقيقة، وهي أشهر من نار على علم، وظنوا أنهم-لغبائهم-بسجن عمر الحدوشي تموت أفكاره ومبادئه، فعاملهم الله بنقيض قصدهم، فكان سجنه إحياءً لمبادئه وأفكاره، كما ظنوا أيضاً أن السجن هو المكان الطبيعي لقتل أفكارالحدوشي الحرة، فهؤلاء ضيقو الأفق، لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم، ومصائب هؤلاء ليس لها من دون الله كاشفة، وأيضا فالحدوشي واحد من 16 عالماً الذين أصدروا فتوى تحرم على الدولة المغربية الدخول في الحلف الأمريكي ضد الإسلام والمسلمين تحت عنوان: (محاربة الإرهاب)، والمرء إذا رغب في الخير رغب، وإذا خوف من الشر هرب، ولا خير فيمن زجر لا ينزجر، وإذا أمر لا يأتمر، و(الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل-كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه). وأنا والله وددت لو أن الخلق كلهم أطاعوا الله، وأن لحمي قرض بالمقاريض، وصدق من قال: (يأتي زمان لأن تكون فيهم جيفة حمار أحب إليهم من رجل اسمه عمر)، لا ولن أتنازل عن ديني ولو بالحديد والنار، أو: بأنصاف الحلول، أو: الحلول العرجاء، وإن كان الثبات على الدين الصحيح، وعلى العقيدة والمبادئ إرهاباً فليشهد الثقلان أنني إرهابي، ثم لماذا دائماً نحن (الشعوب المنهوكة والمظلومة) من يجب أن يتوب للدولة التي ظلمت وتظلم، وهي تحافظ على ماء وجهها أمام المنظمات الحقوقية، وهذه إلماعة سريعة وعجالة لطيفة حول محتوى هذا السؤال، جعلته من باب: (أشار فأشار)، وهو قابل للمد والجزر، وما أنطقني إلا الظلم والتعذيب الجسدي الذي أفقدني نور عيني اليسرى، وأمراض أخرى مزمنة، وهددوني في رزقي، ولا زلت أنا والبيت محروسان. وقد قال أبو فارس في (الابتلاء): (إن هذا الأسلوب، أسلوب التهديد في الرزق يبرز واضحاً، ويظهر واسعاً في عصرنا الحاضر، في القرن العشرين، قرن التمدن والحضارة، والحرية المكفولة بنص الدستور كما يزعمون، يطلع عليك أولياء الشيطان يهددونك في رزقك وعملك... وهم يزعمون لأنفسهم بهذا التهديد والوعيد أن الرزق بأيديهم). ويجهل هؤلاء أن مسألة الأعناق والأرزاق بيد الله، ولو كانت بأيدهم لاستحقوا العبادة، وقد خيروا كاتب هذه الحروف بأحسن وظيفة في الجامعة-أستاذ جامعي- وبالأجر الذي أشاء وأحدده فرفضت عرضهم بشدة، وعرضوا علي تأسيس جماعة أو: (جمعية أهل السنة) والتمويل كله من عندهم، وأن يكون لي مكتب في كل دولة، وأن يقوموا بطبع كل كتبي وأشرطتي واللائحة من الإغراءات طويلة، ولا يعلمون أنني أتعامل مع الرحمن لا مع (.......وحذف ما يعلم جائز)، وقال أيضاً في: (الابتلاء) (ص:126): (ومن صور الابتلاء أن يقوم أولياء الشيطان بظلم أولياء الرحمن، والتعدي على حقوقهم، وأكلها زوراً وبهتاناً، وغصب أموالهم والاستيلاء على ديارهم عنوة والتصرف بها). إلى الديان يوم الدين نمضي *** وعند الله تجتمع الخصوم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، و(عند الممات تظهر التركات)، و(عند الصباح يحمد القوم السُّرَى). الشيخ عمر الحدوشي لم يستوعبه أي تنظيم أو جمعية اليوم؟ هل تؤمنون بضرورة العمل الدعوي خارج أي تأطير على ما غير ما هو عليه كل من الشيخ الكتاني، والشيخ أبو حفص في دار الحكمة، أو جمعية البصيرة مؤخراً؟ أم التزامكم بعدم الدخول لأي جمعية أو تنظيم نابع من مرجعية فكرية أو فقهية؟ من طبيعتي أنني أحب أن أكون حراً مع الناس وعبداً لخالق الناس، ولا أحب أن أكون مقوقعاً تحت أي جمعية، أو جماعة، وأحب أن أموت وأسجن من أجل أفكاري التي لا أخفيها، لأنه ليس لي فقه وراء الجدران، فما أومن به أصرح به علانية، ومع ذلك فإذا رأيت إخواننا فُتح لهم في تبليغ ونشر دين الله في بعض الجمعيات بعيدين عن المخالفات الشرعية نشد على أيديهم ونتناصح فيما بيننا، وكلٌّ على ثغرة، وكلٌّ يُنفق بما عنده، وكما أقول دائماً: "دين الله عظيم، يحتاج إلى عظماء"، والعظماء في دين الله مفرَّقون بين الأمة هنا وهناك وهنالك، وقد قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله تعالى- في (الفتح): (وكلهم أجمعوا على أن أحكام الدنيا على الظاهر والله يتولى السرائر). ألا تعتقد يا شيخ عمر أن انخراطكم في تنظيم سيحمي شخصكم من أي تهجم ولو كان معنوياً؟ وبما أن الجواب ينبغي أن يكون مطابقاً للسؤال، فدعني أهمس في أذنك أن هذا السؤال محله المجلدات الكبيرة لكي يستوفى عنها الحديث لأني أراه بحراً زاخراً خاض في لججه الحقوقيون في الخارج والداخل فلم يصلوا إلى غايته ولا بلغوا منتهاه، والسائل يحسن السؤال-وحسن السؤال نصف العلم- لأنه يختار أطاييب السؤال، يطوي فيه ما يشبه جوامع الكلم، ونحن لو تركنا للقلم عنانه في تبحير وتحبير جواب يليق بالسؤال لطال المقام من غير إطناب ولا إسهاب ولاحتاج ذلك إلى مجلدات ضخمة ومادتها وافرة وشهرة التهجم علينا وتعذيبنا طارت في الآفاق وسارت بها الركبان ونكاية الجراح تعضنا عندما نحاول الحديث عنها والنبش في ملفاتها وكأن القائل عنى الجلادين حين قال: ستعلم في الحساب إذا التقينا * غداً يوم القيامة من ظلوم وينقطع التلذذ عن أناس * من الدنيا وتنقطع الهموم فالإيجاز في ذكر أنواع التهم والتهجم على شخصي يعجز، والإسهاب فيها يتعب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإيجاز في المقابل يحتاج إلى بلاغة في البيان، وجزالة ونصاعة اللسان، وغاية التحرير والتقرير أن سنة التدافع قائمة، وأنا لست خصماً للمغاربة فأنا منهم، وإليهم، لا أكفرهم، ولا أحب لهم الظلم والأذية، أصلي في مساجدهم، وأتبع جنائزهم، وأحضر ولائمهم، وما وجدته في سوق المسلمين اشتريته من غير بحث، ولا أكفر مجتمعاتهم، كما يشاع ويذاع على لسان الخصوم ممن سخرتهم جهات معلومة، واللبيب تكفيه الإشارة، وأنا زعيم بتسميتهم، نسأل الله لنا ولهم الهداية والرشد والسداد. ثم إن الناس يخافون من السجن ومن الظلم ومن التعذيب، وكاتب هذه الحروف أخذ نصيبه الأوفر من ذلك، فقد كانت لي قسمة الأسد من التهديد بالاغتصاب، والضرب العشوائي على وجهي وعلى رأسي، وأغمي عليَّ ثلاث مرات، وعلقت كما تعلق الشاة، حتى فقدت نور عيني اليسرى تماماً أحتسبها عند الله، والتجريد من كل الثياب، والعبث بالعورة دون خوف ولا حياء، والطرح على الأرض، والقيام بالركل والرفس بالأرجل حتى حد الإغماء، وتتكرر ذلك معي لمدة تسعة أيام، في ولاية ما يسمى ب(الأمن) بالمعاريف، وحرماني من النوم أياماً. أما الصفع واللطم على الوجه والركل والرفس العشوائي، و سب الرب والدين، فذلك من أساسيات التحقيق ولا يكاد يخلو منها سؤال، وكل ذلك يتم معي وأنا معصوب العينين ومقيد اليدين إلى الوراء، أو مقيد اليدين مع الرجلين وهو ما يسمونه بالثلاثية، ونوع آخر يسمى بالتفريش وذلك بفتح الرجلين على طرفي نقيض، وآخر يسمى (الطيارة) وهو التعليق من الرجلين كالشاة ويقوم الجلاد بالضرب على سائر جسد المتهم بأسلاك كهربائية ويستمر هذا الضرب إلى أن يفقد الوعي ثم يصبون عليه الماء البارد كما فعل معي، ويضربون أيدينا على الحائط حتى لا تتجمد الدماء في عروقنا ويأمرونا بالمشي فإن عجزت سحبوك جراً على الأرض ثم ترمى في مرحاض كريه الرائحة ويغلقون عليك الباب إلى أن يأتي طاقم آخر من الزبانية والحجاج-نسبة إلى الحجاج السفاح- اسم يطلقه المخابرات على أنفسهم ويستأنف التعذيب بطرق أصعب ووحشية نادرة ويوقعون الإخوة على محاضر مفبركة في دهاليز وغياب المخافر والسجون وأنا شخصياً لما رفضت التوقيع على ملفي المفبرك هددني عميد (الأمن) بما لست أذكره، وقال لي: (سنرسلك إلى لحسن الطلفي دائماً يحمل في حقيبته ثمانمائة سنة نصيبك منها ثلاثون سنة)، وعليه فالجهات التي تريد إذلالنا وسجننا لا تحترم الانضواء تحت جمعية أو جماعة، فهم لا يعوزهم الجرم، ولا تعوزهم التهم، والباقية معلومة، وأنت في المغرب فلا تستغرب، فوالله لقد سجنت تسع سنوات ظلماً، ولا أدري إلى الآن لماذا سجنت؟ فكل من رفض أن يكون بوقاً لهم تلصق وتلفق له التهم الجاهزة، والمحاكمة المسرحية.