كد المدير العام لمجموعة (رونو المغرب) جاك بروست، اليوم الثلاثاء بباريس، أن مخطط تسريع النمو الصناعي الذي أطلق في أبريل الماضي سيمكن المغرب من تطوير في العمق لصناعة السيارات. وأضاف جاك بروست في تدخل له خلال مائدة مستديرة في موضوع "العلاقات المغربية الفرنسية في المجال الاقتصادي والتجاري" أن منطق الأنظمة البيئية الذي ينص عليه هذا المخطط سيتيح النهوض بهذه الصناعة من خلال حث المناولين على الاستقرار في المغرب . ولدى تطرقه إلى مصنع رونو طنجة، أكد بروست أن الامر يتعلق برهان تم كسبه بفضل إرادة الملك محمد السادس، والرئيس المدير العام لمجموعة رونو، كارلوس غصن، مذكرا بأن رونو تتواجد بالمغرب منذ 1928 . واضاف ان قصة نجاح رونو بالمغرب تجد تفسيرها في عدة عوامل ،منها البنيات التحتية الجيدة ، وخاصة ميناء طنجة المتوسط ، وتطوير الانظمة البيئية، والممونون، والمناولون ، والمستثمرون في مراكز التكوين. من جهتها، قالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية اليزابيت غيغو، إن المملكة تعتبر فاعلا اساسيا من اجل مستقبل مزدهر بمناطق اروبا والمتوسط وافريقيا، مشيرة ان المناطق الثلاثة تتكامل في ما بينها ومصيرها مشترك. واعتبرت أن المغرب الذي يتوفر على سياسة افريقية موغلة في القدم، يمكنه لعب دور المحرك من اجل تحقيق الاندماج الاقليمي، مذكرة في هذا الصدد بأن الجولة الافريقية التي قام بها الملك محمد السادس مؤخرا، تجسد الرؤية المتبصرة تجاه هذه القارة . من جانبه قال محمد الكتاني الرئيس المشارك لنادي رؤساء المقاولات المغربية الفرنسية، المدير العام للتجاري وفا بنك، إن المملكة توفر فرصا وامتيازات للمقاولات الفرنسية الراغبة في الاستقرار بالمغرب، مشددا على أهمية تطوير مفهوم التوطين المشترك بين المقاولات الفرنسية والمغربية من اجل اقتسام افضل لسلسلة القيم. وبعد أن ذكر بمختلف الاصلاحات التي نهجها المغرب من أجل تحسين مناخ الاعمال ، أكد السيد الكتاني ان المملكة وضعت برنامجا للتنمية المنسجمة يتيح لها أن تصبح بلدا صاعدا. واعتبر باقي المتدخلين أن التجربة المغربية بإفريقيا، وخاصة بمنطقة جنوب الصحراء، ضرورية من أجل المقاولات والبلدان الراغبة في التوجه نحو هذه القارة، مبرزين الدور الذي يمكن ان تضطلع به المملكة في تأمين الاستثمارات بالمنطقة. واكدوا ايضا على الرؤية الصائبة والمستنيرة لصاحب الجلالة الملك محد السادس في مجال النهوض بالتعاون جنوب -جنوب، وخاصة مع البلدان الافريقية. وتوزعت أشغال اللقاء، الذي نظم في إطار التظاهرة الحدث (المغرب المعاصر)، حول "الرهانات الاساسية للتنمية الاقتصادية بالمغرب" على ست موائد مستديرة، بمشاركة الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة للمغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والمركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير). وتناول المشاركون خلال اللقاء مواضيع أخرى، من بينها "المغرب باعتباره مركزا لإفريقيا" و"المغرب، قطب مالي جديد" و"السياحة في المغرب". وشارك في هذا اللقاء، الذي نظمه معهد العالم العربي بباريس بشراكة مع سفارة المغرب بفرنسا، والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة للمغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والمكتب الوطني المغربي للسياحة، و(المغرب تصدير) ودار الصانع، عدد من الوزراء ومسؤولي المؤسسات العمومية، ومصرفيون، وفاعلون اقتصاديون مغاربة وفرنسيون.