أتقدم بالتحية الخالصة للشرفاء و الأحرار في العالم ، الشكر و التقدير للأصوات الحرة المعبرة عن نبض الشارع العربي و الاسلامي المتطلع للحرية و الديمقراطية و الكرامة، تحية المجد و الخلود للشهداء ، تحية اجلال و اكبار للذين قالوا لا في وجه كل جلاّد و طاغية ، تحية الحب و الوفاء و التقدير للدكتور طارق السويدان و الى كل من اتخذ موقفا واضحا ضد الباطل و أهله . علمت اليوم بإقالة الدكتور طارق السويدان من منصب مدير عام لقناة الرسالة الفضائية ، من طرف الوليد بن طلال صاحب قنوات روتانا الفضائية ، والتهمة كانت جاهزة و مُعدة سلفا و هي عدم الحياد و النأي بالنفس عن أحداث مصر، و الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ، و على ما يبدوا أن تهمة أخونة الجيش و الدولة و المؤسسات و "التدريب" انتقلت الى دول أخرى مناهضة للتغيير لتصبح مع الدكتور طارق السويدان هي أخونة قناة الرسالة الفضائية. و كتعبير عن موقفي مما جرى و ما سيجري للشرفاء و الغيورين على شباب الأمة ونهضتها ،أعلن تضامني اللامشروط معهم ، و أقول للذين يريدون شراء الذمم واسكات الحق بالمال أومن خلال التضييق على أرزاق العباد ، تبا لأموالكم و مناصبكم و جاهكم و اعلموا جيدا أن المولى جل و علا علمنا (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) . و من هذا المنطلق أشُدّ بحرارة على فضيلة الدكتور طارق السويدان و أقول له لقد كنت عندك وعدك عندما طلعت علينا بتغريدتك الرائعة التي ستشهد على جرأتك و على صدقك و هي : "بعض الإعلاميين أخبث وأكثر إجراما من الذين يسفكون الدم البرئ بغير حق ، وكلاهما لن ينجو من حساب الناس في الدنيا وحساب الله في الآخرة" و بذلك تكون قد اخترت لنفسك كإعلامي و محاضر الصلاح و ابتعدت عن الخبث الاعلامي و اثرت الاخرة عن الدنيا ، و تبرأت من هذا العهر الاعلامي المحرض على القتل و المجاهر بالمعصية و الساعي إلى تقسيم أمتنا الى شيع و دول و فرق متناحرة. لقد ضرب لنا شبابنا في مصر و تونس و ليبيا أروع الأمثلة في الصبر و الصمود ، و علمونا معنى التضحية والإباء، فقد ضحى هؤلاء بشبابهم و اقبالهم على الحياة و هم دكاترة و أطباء و صيادلة و مهندسين و أساتذة بل و بأبنائهم ، فقد الدكتور البلتاجي بفلذة كبده اسماء البلتاجي و عمرها لم يتجاوز سبعة عشر سنة ، نعم و هي في عمر الزهور و الورود ، و المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بابنه عمار محمد بديع و هو مهندس و غيرهم كثير من ابناء القادة و الشهداء من الشعب المصري الأبي. تذكر يا فضيلة الدكتور أنك ستبقى كبيرا في عيوننا ، و ستبقى بحق المدرب الرائع و الإعلامي البارز و الداعية الصادق و القدوة المتميزة لأجيال من المدربين الذين لم يتخذوا الحياد منهجا و لا خطة في سلوكهم القيمي ، و موقفهم السياسي و الشرعي ، أنت الان بموقفك تعلم الأجيال القادمة انه حقا لا تحقيقا أن التدريب رسالة و ليس تجارة . كان بإمكانك أن تتخذ المداراة في التعبير عن مواقفك ، و لكنك أبيت إلا تنهج العلنية و الصدع بالحق " وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا " فإذا عبر لك الدكتور محمد مايمون عن تقديره لك ، فأنا بدوري أؤكد لك ما ذهب اليه الرجل ، فعلا "ربحت ربحت حب و تقدير الشرفاء "، ربحت سمعة و حافظت على تاريخ مجيد من البناء و العطاء ، و ربحت ثروة شبابية و قيادية عبر الوطن العربي الاسلامي . ربحت مجدا و سموا و رفعة في وقت كنا نحتاج فيه لمثل هذه المواقف الجريئة التي تبين للناس ما أشكل عليهم من حق و صواب و حقيقة ، في وقت كان اعلامنا اعدامنا ، اعلام اتخذ اعدام الحقائق ، و قتل السؤال فينا فأضحى الجلاد ضحية ، و الضحية جلادا . لقد كانت تغريداتك تنزل علينا بردا و سلاما ، و كنا نعتبر أن هناك صوتا جديدا انضم لصفوف الثورة التي جاءت لتعيد للامة مجدها و بريقها و تاريخها ، بل كنا نتطلع للجديد منكم عبر صفحتكم الرائعة ، و لم نكن نتوقف أنه فعلا الكلمة سلاح ، و الموقف سلاح ، و صفحة الفيسبوك سلاح سيقض مضجع الخونة و الفسدة ، عبر ربوع جغرافيتنا المستعمرة من طرف حكام الجبر و العض و الاكراه و الغصب . للذين يسألونني عن اليات و طرق ووسائل نصرة قضيتنا العادلة و المشروعة ، و أمتنا العربية و الإسلامية أقول لهم لا تجمدوا على نفس الوسائل ، بل نوّعوا منها . -- فهناك الكلمة الصادقة ضد الظلم " افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . --كتابة مقال على قصره وسيلة لنصر اخواننا في مصر ، و في جميع الأقطار. --تغريدة عبر الفيسبوك لها من الأثر الكبير على نفوس كثير من المستضعفين ، و لنا في الدكتورة طارق السويدان قدوة. --اللغة الايجابية في الحديث و التطلع الى المستقبل سبيل الى رفع معنويات المعتصمين و المتظاهرين. -- تذكروا دائما أنه اذا كان اللسان سجينا فالقلم حر ، اكتبوا و لا تترددوا ، خططوا السطور و انشروا الخبر الصحيح . --ساهموا في نشر أخبار المسلمين و ما يتعرضون إليه من قتل و إعتقال و سفك للدماء و تشويه اعلامي. - عشوا القضية كأنها قضيتكم الأولى و اسألوا أنفسكم ماذا لو كنتم أنتم مكان الذين شردوا و قتلوا واضطهدوا و عذبوا و حوصروا من قبل أناس لا شفقة و لا رحمة في قلوبهم . -- صوروا مقاطع من الفيديو لتسمعوا العالم صوتكم لتعبروا من خلالها عن رفضكم للإجرام الذي يلحق بأمتنا و يسعى إلى تشويه حاضرها و مستقبلها من طرف طغمة من المتصهينين من بني جلدتنا . -- أخرجوا في مسيرات ووقفات احتجاجية رافضة للقهر و التسلط و الاستبداد. --لا ننسى قضية الفن بكل انواعه فهو وسيلة من بين الالاف الوسائل التي تربك العدو و تزعجه و تفقده صوابه المفقود أصلا. في الحقيقة هناك وسائل متعددة لنصرة ، اخواننا في مصر و سوريا و غزة و بورما و غيرها من الدول المضطهدة ، و انا على يقين تام أن كل واحد فينا له من الإمكانيات ما يجعله يبدع في أشكال التضامن مما ينعكس ايجابا على قضيتنا العادلة و المشروعة بسلمية تامة . و أبشركم بهذا الحديث الجليل و الجميل الذي ينبغي أن نحفظه و أن نتخذه منهاجا في حياتنا ، و نضعه نصب أعيننا ، و لنكن جميعا على يقين بموعود رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن نصر الله قريب ، فاذا كان البعض يراه بعيدا فنحن على يقين تام بإذن الله جل و علا أنه قريب منا و لا يشك فيه إلا مُكابرو معاند، وإليكم حديث البشارة: روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله ُأَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ سَكَتَ ".