استطاعت الصين في السنوات الاخيرة أن تحقق توسعا كبيرا داخل القارة الإفريقية، وتعزز من وجودها الاقتصادي لدى أهم الدول الإفريقية، و يعد المغرب من بين الدول الافريقية التي حققت تطورا كبيرا على مستوى المبادلات التجارية بين البلدين هذا ما أكده تقرير صدر يوم الثلاثاء 14 أكتوبر، عن مكتب الصرف، حيث كشف التقرير عن أن الصين تموقعت خلال السنوات الماضية كشريك اقتصادي اساسي للمغرب، الى جانب شركاء المملكة التقليديين وخاصة فرنسا وإسبانيا. وأظهر التقرير حول المبادلات التجارية للمغرب، أن هناك منافسة قوية بين فرنسا وإسبانيا من أجل الاستحواذ على أكبر حصة من السوق المغربية، غير أن الجديد فيه هو دخول الصين لقائمة الدول التي تصدر منتجاتها إلى المغرب، حيث جاءت في المرتبة الرابعة خلف كل من فرنسا، وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وبحسب التقرير ، بلغ إجمالي المبادلات التجارية بين الصين والمغرب خلال 2013 ما مجموعه 29 مليارا و395 مليون درهم (حوالي 3 مليارات و413 مليون دولار). وبلغت نسبة واردات المغرب من الصين خلال السنة نفسها 26 مليارا و 486 مليون درهم (أزيد بقليل من 3 مليارات دولار)، فيما قدرت صادرات المغرب الى الصين بمليارين و873 مليون درهم (حوالي 334 مليون دولار). وتتكون أهم الواردات المغربية من السوق الصينية من الشاي والسيارات والمعدات الالكترونية المنزلية والأنسجة والألبسة والمواد الكهربائية وقطاع الغيار والمواد المعدنية، فيما يصدر إليها بالخصوص الفوسفاط ومشتقاته والأسمدة والحامض الفسفوري والأسماك والزيت المشتق من البترول. وتشكل واردات المغرب من الصين نحو 7 بالمائة من إجمالي وارداته من بلدان آسيا ونمت هذه المبادلات حسب التقرير بنسبة 3.5 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وخلال 2013 بلغ إجمالي المبادلات التجارية للمغرب مع بلدان آسيا 107 مليارات درهم (حوالي 12 مليارا و400 مليون دولار) مشكلة بذلك 9.18 في المائة من إجمالي مبادلات المغرب الخارجية. من جهة اخرى ، كشف التقرير عن أن اسبانيا تعتبر الزبون التجاري الأول للمغرب، في حين تبقى فرنسا المورد الأول له بالسلع. ويبقى السوق الأوروبي هو السوق الأهم بالنسبة للصادرات المغربية، حيث يستحوذ على 56 في المائة من الصادرات المغربية، رغم من أن هذا السوق عرف تراجعا بقيمة 9 نقاط خلال السنوات العشر الأخيرة، بفعل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها القارة العجوز. وفي المقابل، سجل تقرير مكتب الصرف أن كل من الهند والبرازيل صارا من الزبائن المهمين للمغرب، وذلك بفضل صادرات المغرب من الفوسفات، حيث يعتبر البلدان من أهم زبائن المجمع الشريف للفوسفات. وجاءت مواد الطاقة في صدارة المواد التي قام المغرب باستيرادها سنة 2013 ، وذلك بنسبة 26.8 في المائة من حجم الواردات المغربية، بغلاف مالي بلغ 102 مليار درهم ، وتعتبر السعودية والعراق المزودان الرئيسيان للمغرب بمواد الطاقة.