شهدت مدينة غوناييف في هايتي فجر الأحد مأساة مرورية راح ضحيتها 38 قتيلا و13 جريحا بعدما صدمت حافلة جمعا من عازفي الشوارع اثناء محاولة سائقها الفرار اثر دهسه عرضا اثنين من المشاة. وقالت ماري-ألتا جان باتيست مديرة الدفاع المدني في هايتي لوكالة فرانس برس ان "الحافلة صدمت اولا اثنين من المشاة فقتلت احدهما واصابت الاخر بجروح. وعند محاولتها الهرب صدمت ثلاث فرق من الرارا (عازفي الشوارع) مما اسفر عن مقتل 33 شخصا". ونقلت أجهزة الاسعاف الجرحى إلى مستشفى هذه المدينة الواقعة على بعد 150 كلم شمال العاصمة بور او برنس، ولكن ما هي الا ساعات حتى توفي اربعة منهم لتصبح حصيلة المأساة عصر الاحد 38 قتيلا و13 جريحا. وفي مستشفى لابروفيدانس حيث يرقد الجرحى لا تزال اهوال الحادث الذي وقع قرابة الساعة الرابعة فجرا ماثلة امامهم: "كنا نستمتع وفجأة..." وقال احدهم ويدعى جان-رينال ادوار (26 عاما) "كنا في الفرقة، كنا نستمتع وفجأة... مرت الحافلة وسحقت الناس′′. واضاف من على سريره في قسم الطوارئ وقد جلست الى جانبه صديقته ان الحافلة "صدمتني في وركي فسقطت ارضا ومن ثم لم اعد اذكر شيئا مما حصل بعد ذلك". وليس بعيدا من سرير ادوار تنهمك غويردا فينيلوس في منع الذباب من ان يحط على وجه حفيدها بيترسون الغائب عن الوعي. وتقول الجدة البالغة 61 عاما ان "احدى حفيداتي قتلتها الحافلة وهو يرقد هنا. لم يتكلم حتى الآن. انه على قيد الحياة لانه موصول بالاوكسيجين". وتضيف "أتألم لرؤيته هكذا، وما يقتلني هو صمته فلو تكلم قد يصبح لدي أمل". وفي هايتي غالبا ما يعمد السائقون الذين يرتكبون حوادث دهس الى الفرار خوفا من ان يقتلهم السكان، ولهذا السبب سارعت الشرطة الى التدخل فجر الاحد لتهدئة السكان الغاضبين. وقال فوستان جوزف منسق الدفاع المدني في المنطقة ان "الناس الذين لم يصابوا في الحادث حاولوا إحراق الحافلة بمن فيها". وفي بادئ الامر اكد جوزف ان "الحافلة وركابها وسائقها نقلوا إلى مركز شرطة غوناييف" حيث "وضع السائق والركاب في مكان آمن"، ولكن الشرطة ما لبثت ان نفت ان يكون السائق قد وضع في المركز مؤكدة انه لاذ بالفرار قبل ان يصل عناصرها الى مكان الحادث لالقاء القبض عليه. وعصر الاحد اعلنت الشرطة ان السائق الفار يعمل لدى شركة بلو سكاي التي تربط حافلاتها بين العاصمة وكبريات المدن الواقعة في شمال البلاد. ووقعت حوادث في المنطقة بعد انتشار خبر فرار السائق لكن الهدوء عاد الى المكان عصرا، بحسب السلطات المحلية التي اعلنت ان ركاب الحافلة تمكنوا على الاثر من مغادرة مركز الشرطة. وبحسب مراسلة وكالة فرانس برس التي عاينت مكان الحادث فان الطريق حيث وقعت المأساة عبارة عن خط مستقيم لا عوائق فيه ولا تعرجات. وأعرب رئيس هايتي جوفنيل مويز في بيان عن "ذهوله إزاء الحادث وقدّم باسم الحكومة مجتمعة تعازيه الصادقة للاسر واقارب ضحايا هذه المأساة المجانية على طرقاتنا الوطنية". وإذ أمر الرئيس ب"فتح تحقيق باسرع ما يمكن لكشف ملابسات هذه المأساة"، ناشد "مستخدمي الطرقات العامة توخي الحذر". وغوناييف هي ثالث كبرى مدن البلاد وتقع على بعد حوالى 150 كلم شمال بور أو برنس ويبلغ عدد سكانها نحو 300 الف نسمة. وهايتي هي افقر دولة على الاطلاق في منطقة البحر الكاريبي وقد ضرب جنوبها في اكتوبر الاعصار المدمر ماثيو الذي اوقع 546 قتيلا وخلف اضرارا بلغت قيمتها نحو ملياري دولار. وفي فبراير اعلنت حكومة هايتي ومنظمات انسانية ان البلاد بحاجة الى 300 مليون دولار في العام 2017 لتقديم مساعدات حيوية للسكان الاكثر فقرا، ولا سيما المتضررين من الاعصار ماثيو.