استفتح المغاربة أسبوعهم الثالث من السنة الجديدة بمهزلتين تتمثل الأولى في هزيمة المنتخب الوطني في أول مبارة له بكأس إفريقيا وهو أمر اعتدنا عليه نسبيا فمتى أفرحنا المنتخب؟ أما المهزلة الثانية فكانت تلك التي شاهدتها القبة البرلمانية والتي تجلت في انتخاب لحبيب المالكي رئيسا للبرلمان حيث سجل التاريخ بأن صاحب 20 مقعد برلماني أصبح يترأس ثالث مؤسسة دستورية في المملكة.. أنها حقا مهزلة. مهزلة عبارة عن جولة من جولات الصراع كسبها التحكم استطاع من خلالها ضرب عصفورين بحجر واحد فما هما العصفورين؟ قد يبدوا غريبا كيف لأحزاب تتسارع نحو المناصب ولها مقاعد أكثر من الاتحاد الاشتراكي وتسمح للحبيب بأن يترشح وحيدا دون منافس وأن تصوت عليه، الأمر في حقيقته ليس إثارا سياسيا من أحزاب ادارية وإنما هو تتويج للاتحاد الاشتراكي على تخندقه في خندق التحكم ومساهمته في ما أصبح يعرف بالبلوكاج وتحوله لأداة طيعة في يد السيد أخنوش. وبهذا يكون التحكم قد وجه رسالة الى الأحزاب السياسية مفادها من كان معي توجته ومن كان ضدي كان الابعاد مصيره ولكم في الاتحاد والاستقلال عبرة، فالأول عندما أطاع قلبنا لأجله كل الموازين وتوجناه على رأس قبة البرلمان والثاني عندما تمرد استبعدناه ووجهنا له الضربات فاعتبروا أيها الأحزاب". تذكرون جيدا أنه في إحدى إطلالته الأخيرة وجه الأمين العام المعين لحزب الأحرار مدفعيته نحو شباب العدالة والتنمية متعهدا إياهم بأنهم لن ينالوا منه وها هو يفي بقسمه وينال من بعضهم وبهذا يكون قد ضرب العصفور الثاني؛ فبعد انتخاب لحبيب وتصويت المصباح بالورقة البيضاء وانسحاب الاستقلال شهد الفيسبوك موجة من التدوينات الساخط على الأوضاع والتي وصل بالبعض الى الكفر بخيار المشاركة السياسية والتعهد بعدم الخروج في أي حملة انتخابية وهناك من ذهب لتزكية تدوينة الصحفية الافريقي التي اعتذرت فيها عن المشاركة السياسية وهذا ما يسعى إليه التحكم. التحكم لا غرض له بمنصب رئيس البرلمان التحكم غرضه ارباك المشهد السياسي وإظهاره بأنه عبثي وأن خيار المشاركة لا يسمن ولا يغني من جوع، التحكم أو البؤس بتعبير أفتاتي يريد منا أن نركن الى المقاهي لنشاهد المبارات التافه أو مسلسل سامحيني ونخلوا له الساحة يفعل فيها ما يشاء. هدف التحكم هو زرع اليأس في قلوب الشباب والمواطنين عامة هو التخلص من ضغط الشارع ومواقع التواصل فإن حقق ذلك فقد استهدف العصفور الثاني. ما يجب إدراكه أن مهزلة يوم الاثنين الأسود جولة وليست نهاية المعركة فقد انتهى الكلام ولم تنتهي المعركة… *طالب جامعي