شهدت مناطق جبال الأطلس، خلال اليومين الماضيين، تساقطات ثلجية مهمة أكسبتها جمالا خلابا، ومددت ابتسامة الفلاحين تمديدا، لكنها فرضت "عزلة طارئة" على بعض القرى، تجتهدُ الجهات المعنية في فكها. مناظر خلابة ملامح المسافرين على الطريق الوطنية الرابطة بين مكناس والرشيدية، تبدو عليها بجلاء مظاهر البهجة والسرور بهذه المناظر الطبيعية الخلابة، التي رسمتها التساقطات الثلجية على السهول والجبال، والهضاب والأشجار. هي فرصة لا تعوض بالنسبة لمن مروا من هذه الطريق، لأخذ صور للذكرى، وبطبيعة الحال باتسامة عريضة. فيما ينتظر هواة رياضة التزحلق على الجليد، انزياح الغمام وإطلالة الشمس الساطعة من اجل ممارسة رياضته المفضلة. انتعاش الأمل ليس عموم الناس وحدهم من يفرحون بهذه التساقطات الثلجية، بل الفلاحون والكسابون لهم في هذه اللحظات فرحة خاصة، عنوانها امل في موسم فلاحي جيد يُنسيهم موسما ماضيا كان قاسيا. واستبشر الفلاحون والكسابون خيرا بهذه التساقطات الثلجية، فقالوا إن من شأن الأرض أن ترتوي وآن للعيون أن تنفجر، وآن للمجاري أن تستعيد حركتها الحيوية. واعتبروا ان ذلك سنعكس إيجابيا، لا محالة، على المحاصيل الزراعية خلال هذه السنة 2017، مؤكدين ان التساقطات الثلجية جاءت في إبانها وأن تبشر بخير. قطعٌ للطريق وعزلة التساقطات الثلجية بالنسبة لساكنة الأطلس "ليست خيرا كلها"، فالذين يقطنون بالقرى والمداشر في عمق الأطلس والجنوب الشرقي قد يجدون أنفسهم في عزلة، بسبب انقطاع المسالك الطرقية. عزلة وإن كانت لا تدوم طويلا، بفضل تدخلات وزارة التجهيز والنقل، يقول أحدهم لجريدة "الرأي المغربية"، إلا أن تكلفتها قد تكون باهظة، خصوصا للذين لم يوفروا مؤونة وحطب تدفئة لوقت الشدة. من جهتم، يضطر تلاميذ وتلميذات المدارس المتواجدة بالقرى والمداشر التي تعرف تساقطات ثلجية كبيرة، إلى الدخول في "مقاطعة إجبارية" للدراسة إلى أجل مُسمى، عنوانه سطوع الشمس وفتح المعابر. وتسببت التاقطات الثلجية الأخير في قطع مجموعة من الطرق أبرزها الطريق الوطنية رقم 9 على مستوى تيزي نتيشكة، ورقم 13 بين تيمحضيت و ميدلت، وبين تيمحضيت و أزرو، ورقم 17 مقطوعة بين عين بني مطهر و بوعرفة و فكيك، ورقم 503 بين خنيفرة و زايدة، وغيرها كثير، مما يستعدي تدخلا 24 ساعة على 24 لمصالح وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك.