أكد محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن عبدالإله بن كيران، رئيس الحكومة المعين من طرف الملك محمد السادس، تجاوز الانسداد السياسي "البلوكاج"، وبدأ يقترب كثيرا من تشكيل حكومته الجديدة. ولم يستبعد يتيم، في حديث لصحيفة "العرب" الخليجية، إمكانية الإعلان عن تشكيلة الحكومة خلال الأيام القليلة القادمة، خاصة بعد ضمان أغلبية مُريحة، بعدما تمكن بنكيران خلال جولاته التفاوضية مع عدد من الأحزاب، من انتزاع موافقة ثلاثة أحزاب على المشاركة في التحالف الحكومي الجديد. وأعلنت أحزاب الاستقلال (46 مقعدا)، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (20 مقعدا)، والتقدم والاشتراكية (12 مقعدا) موافقتها على المشاركة في حكومة بنكيران الثانية، ما يعني أن بنكيران ضمن أغلبية برلمانية ب203 مقاعد، باعتبار أن حزبه العدالة والتنمية له 125 مقعدا. ووصف محمد يتيم "التعثر" الذي عرفه تشكيل الحكومة ب"العادي"، وقالإن تشكيلة الفريق الحكومي "أصبحت قريبة"، مستشهدا في ذلك بتصريحات سابقة لابنكيران أشار فيها إلى أن "الأغلبية اكتملت" رغم حرصه على إشراك حزب التجمع الوطني للأحرار في حكومته الجديدة، ما يعني أن تشكيلة هذه الحكومة سترى النور قريبا. ولفت يتيم الانتباه إلى أن المشاورات "خرجت من حالة الانسداد السياسي التي عرفتها في بدايتها، حيث تدل المؤشرات الراهنة على أن المشاورات تجاوزت ما هو سياسي، لتشمل الآن التفاصيل التقنية المتعلقة بتوزيع الحقائب الوزارية". وقال إن هذه المسألة في غاية الأهمية لأنه لا بدّ خلال هذه المشاورات من مراعاة ليس فقط النتائج التي حصل عليها هذا الحزب أو ذاك في الانتخابات وهو أمر طبيعي وأساسي، ولكن أيضا لا بدّ من الوصول إلى توافقات. ورأى أن تحقيق هذا الأمر ليس سهلا، حيث هناك تعقيدات عملية مُرتبطة بالمشاورات الجارية، ودرجة مرونة الأحزاب في التعاطي معها، وبالتالي يُفترض تضافر الجهود للتغلب عليها. ولكن، يضيف يتيم، "التفاؤل قائم، ونأمل في تجاوز جميع التعقيدات في القريب العاجل، ولسنا في حالة انسداد سياسي، بل نحن في حالة صعوبات تشكيل أغلبية مرتبطة بنظام الاقتراع أساسا، ذلك أنه لو كان نظام الاقتراع قد حسم القضية لفائدة حزبين لتمّ تجاوز المشكلة منذ البداية".