أقر رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران بأن الإدارة لا ترقى إلى تطلعات المواطن الذي ينفق عليها من مجهوده ومن أموال ضرائبه، مبرزا أنها تأثرت منذ الاستقلال إلى الآن، بالتنازعات السياسية، وبسببها تأسست الكثير من السلوكات غير الصحية التي جعلت المواطن في نهاية المطاف لا ينظر إلى إدارته بشكل ايجابي جدا، قائلا "الوظيفة العمومية راه هيا كولشي في الدولة، المستثمر عندما يأتي يصطدم بالدرجة الأولى بالمشاكل التي تعرفها الإدارة، وبقضاء مصالحه في الإدارة"، "والا جينا نقطو للإدارة مغديش تفوت 10 ولا 11". وشدد بنكيران، في كلمة له ألقاها أمام الجمع العام للمجلس الأعلى للوظيفة العمومية، أمس الثلاثاء 10 يونيو بمقر المدرسة الوطنية للإدارة بالعاصمة الرباط، (شدد) على ضرورة معالجة الإشكالات التي تعرفها الإدارة المغربية منذ سنوات في مقدمتها علاقة الإدارة بالمواطن، متسائلا "هل المواطن موجود في خدمة الإدارة؟ أم أن الإدارة موجودة في خدمة المواطن؟" وقال مجيبا على سؤاله "الجميع متفقون على أن الإدارة يجب أن تكون في خدمة المواطن"، مضيفا "نحن بحاجة إلى تصحيح الوضع، هذه الإدارة في خدمة المواطن وليس العكس". وأكد رئيس الحكومة على أن المواطن يجب أن يكون بالنسبة للإدارة مقدسا، مردفا المواطن عندما يأتي إلى الإدارة يجب أن يعطاه حقه غير منقوص، ويجب على الإدارة أن تسدي له النصح وتؤطره وترشده إلى ما يحتاج إليه، مبرزا أن بعض الموظفين في الإدارة المغربية "أولياء الله الصالحين في القيام بأعمالهم وفي نظافة أيديهم". ودفاعا عن القرار الذي اتخذته الحكومة بالاقتطاع عن الإضراب، قال بنكيران "في البداية عارض الناس هذا القرار لكن اليوم يحمدون الله عليه، لأن التماطل الذي يقع للمواطن في قضاء حاجته سببه كثرة الإضرابات"، يفسر بنكيران، قائلا" راه إلا درنا التوافق وابقا كولشي على خطرو هنا غادي نبقاو أ الإخوان"، مضيفا معالجة الاختلالات الموجودة في إداراتنا ليست مسألة مستحيلة، لكي أي شيء تضيع فيه مصالح المواطنين، يجب أن تتخذ له الإجراءات المناسبة لتجاوزه، وإن كان ذلك مخيفا". واعتبر بنكيران إلغاء التوظيف المباشر هو في إطار "تصحيح" الأوضاع التي تعرفها الإدارة، قائلا "ألا ترون أن بناتكم وأبناءكم مستعدين للانتحار من أجل الوصول إلى الوظيفة العمومية، معنى ذلك أعطينا للوظيفة للعمومية الأجرة والامتيازات التي تجاوزت المنطق الموجود في المجتمع، حتى بدأت تعرف اضطرابا وارتباكا، مشددا على ضرورة تصحيح الوضع من خلال الارتقاء بالوظيفة العمومية، مردفا أطالب الإخوان في الداخلية بالصرامة وأقول لهم "متضربوش"، نفس الشيء بالنسبة للإدارة "الحاجة لي معقولة خاصها تكون ولو ميكون متفق عليها كولشي، ولو اقتضى الأمر أن تصطدم جهة مع جهة".