دقت ساعة الحسم، وحان وقت الدخول إلى الحجرات الدراسية، ليس للتحصيل هذه المرة، بل للحصاد. فمن المنتظر أن يتوجه غدا الثلاثاء، الآلاف من التلاميذ والتلميذات المترشحين لامتحانات الباكالوريا في فئة المتمدرسين والأحرار في محاول لخطف شهادات بميزات جيدة تفتح آفاق المدارس والمعاهد العليا أمامه. "الرأي" تجولت في وقت مبكر من صباح اليوم، الإثنين 09 يونيو، بمدينة الرشيدية، والتقت عددا من التلاميذ والتلميذات يوما واحدا فقط قبل موعد الامتحان. طبيعة المادة تُحدد المكان في الفضاء الأخضر المتواجد قرب حي بوتلامين، يلتقي في صباح كل يوم، قبل الامتحان، محسن ونوفل، وأصدقائهما للاستعداد لامتحانات بشكل جماعي. وقال محسن، 19 سنة، تخصص آداب، في تصريح ل"الرأي" أن اختيار فضاء خارج البيت مرتبط بطبيعة المادة، موضحا أن مواد الحفظ مثل "التربية الإسلامية" يراجعونها خارج جدران البيت، بينما يفضل مراجعة المواد العلمية كالرياضيات داخل البيت، مستدركا "لكنني أفضل المراجعة بالمنزل لأن الخارج فيه إزعاج كبير". وعكس محسن، يرى صديقه نوفل، 19 سنة، تخصص آداب، أن مواد الحفظ ك"التربية الإسلامية" مكانها البيت، أما الاستعداد للرياضيات فيتم بشكل جماعي في إحدى الفضاات الخضراء بالمدينة أو بالغابة (الضيعة الفلاحية). أما أسامة، 17 سنة، تخصص علوم رياضية، فأكد أنه لا يمكن أن ستعد للامتحانات في الخارج، مشددا على أن مواده العلمية تتطلب تركيزا كبيرا، وهو ما لا يتوفر في الخارج، حسب تعبيره. الفضاءات الخضراء.. هروب من حرارة الشمس إلى حر الاستعداد التلاميذ والتلميذات، ممن اختاروا الاستعداد خارج البيت، "يهربون من حراراة الجور بالرشيدية إلى حر الاستعدادات"، وقال محسن نوفل أن الفضاءات الخضراء توفر "جوا منعشا ومساعدا على الدراسة"، عكس "البيت أو فضاء آخر"، على حد تعبيره. ولم يُخف التلاميذ والتلميذات، الذين حاورتهم "الرأي" تخوفهم من الامتحانات، واعتبروا أن الحصول على شهادة الباكالوريا "منعطف حاسم" في حياتهم، وقد تفتح لهم باب "التوظيف" في قطاع من القطاعات. الغش.. "لا يجوز" لكنه "ملجأ" أجمع التلاميذ والتلميذات، الذين تحدثوا ل"الرأي"، عل أن الغش "لا يجوز"، وقال محسن ونوفل أنه "سبب في تعطيل العقل والتفكير"، مشددا على أنه "اعتمدنا عليه في الامتحانات السابقة ورسبنا، وقرر هذه المرة أن نعتمد على أنفسنا". في المقابل، ذهب جواد، 19 سنة، علوم تجريبية، إلى أن "الغش" في الامتحان "ملجأ وضرورة" فيما يتعلق بمواد الحفظ، مبررا موقفه هذا بأنه "علمي" ويجد صعوبة كبيرة في الحفظ. "الكارطة" في أوقات الراحة قالت شيماء، 16 سنة، آداب، أنها وصديقاته يخترن في وقت الراحة، بعد فترة المراجعة الصباحية، لعب الأوراق "الكارطة" للترويح عن النفس، قبل العودة إلى استئناف الدرس، بينما يفصل تلاميذ آخرون مشاهدة التلفاز أو إجراء مباراة في كرة القدم أو رياضة أخرى لاستعادة طاقة الاستمرار.