قال الباحث في العلوم السياسية بلال التليدي، أن الحزب الذي يريد أن يخرج برنامجا انتخابيا بعنوان إنقاذ الوطن، ولا يكلف نفسه حتى التنسيق بين من كلفهم بنقد البرنامج الحكومي، ومن كلفهم بإعداد البرنامج الانتخابي، وبين الفريق البرلماني، "هو حزب غير معني مطلقا بنفي التناقض"، في إشارته إلى حزب "الأصالة والمعاصرة". واعتبر التليدي في تدوينة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أن الذي أنجز البرنامج الانتخابي "للبام" لم يقرأ قرائته النقذية الذي وضعها بنفسه، ولا يعرف البرنامج الحكومي، ولم يكن متابع لأداء فريقه البرلماني، بسبب التناقض الصارخ الذي جاء به هذا البرنامج. وأضاف الكاتب والباحث أن حزب "الأصالة والمعاصرة" غير معني بنفي التناقض، "لأن تركيبته وعنوانه ومشروعه قائم على التناقض، فلماذا سيكون مشغولا بنفي التناقض وإزالته؟ ولذلك فلا يجد أي تعارض بين أن ينتقد إصلاح المقاصة وبين أن يدعو إلى استكمال حلقاتها (غاز البوتان والسكر)، وبين أن ينتقد محدودية المخطط الصناعي الذي أنجزته الحكومة والذي رفعت فيه شعار المساهمة في الناتج الخام الوطني بنسبة 23 في المائة في أفق 2020، وبين أن يدعو في برنامجه إلى نسبة أقل مما رفعته الحكومة (فقط 20 في المائة من الناتج الخام الوطني)، وبين أن ينتقد فريقه البرلماني الحكومة على خلفية تدبير دعم الفقراء في إصلاح صندوق المقاصة ويعتبر ذلك رشوة انتخابية". وقال التليدي أن "البام" قائم في أصله على التناقض، "لأنه يجمع المتناقضات، ولا يعيش إلا في التناقض، ويسعى دائما لافتعال التناقض ليجد مبرر استمراره كواجهة سياسية للمركب المصلحي الشرس الذي يتمدد ويخترق السلطة والإدارة والأعمال والقضاء والإعلام". إلى ذلك، قال المتحدث أن برنامج "البام" الوحيد هو إزاحة الإصلاح، "أما ما بعد إزاحة الإصلاح من تفاصيل تخص تدبير الشأن الحكومي، فهذه ليست مهمته، وإنما هي مهمة المركب المصلحي الذي يمثله"، معتبرا "أن يكون البرنامج أو لا يكون، وأن يكون منسجما أو متناقضا، وأن يحمل معه الحماقات أو أن يكون معرضا للسخرية، فذلك لا يهم"، يضيف المتحدث.