أثارت التجربة التي أقدمت عليها المصالح الأمنية بمدينة مراكش، في إطار محاربتها ما أصبح يصطلح عليه ب«الدعارة الراقية»، ومحاربة الفساد بالمناطق السياحية على وجه الخصوص، بتخصيص فرقة من الشرطيات بزي مدني لملاحقة الباحثات عن زبناء الليل، (أثارت) تباين ضجة إعلامية قوية بمدينة سبع رجال. واعتبر مجموعة من الأطراف، أغلبها حقوقية، خطوة المصالح الأمنية تشابها مع ما يجري في المملكة العربية السعودية، واصفين الشرطيات ب«فرقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، واستنكروا في الوقت ذاته الأمر باعتباره "مسا" بحقوق الإنسان والحريات الفردية للمواطنين. ولاية أمن مراكش لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الهجوم الإعلامي على فرقة الشرطيات، حيث أصدرت بلاغا توضح فيه أن الفرقة التي تم تكوينها من شرطيات لصد انتشار الدعارة بالمدينة الحمراء، يرأسها إطار أمني يحمل صفة ضابط شرطة قضائية، وتقوم قبل أي تدخل، بمعاينة العناصر القانونية التي تشكل جريمة من الجرائم الماسة بالأخلاق العامة، ومن بينها «التحريض على الفساد» و«الشذوذ الجنسي»... وغيره من الجرائم. واعتبر البلاغ أن الحملة الإعلامية الشرسة، التي صاحبت ظهور فرقة الشرطيات، تقصد التأثير على عمل الفرقة التي حققت إنجازا مهما في مجال مكافحة نشاط الدعارة واستفحالها، ولم يخف احتمال أن تكون ورائها بعض الجهات المستفيدة من شيوع الأنشطة المخالفة للآداب العامة، مؤكدا في الوقت ذاته، أن هاته فرقة الشرطيات التي أحدثتها ولاية الأمن في إطار استراتيجيتها لمحاربة الجرائم بالشارع العام، لا تقوم بتدخلات بناء على تهم معدة سلفا في حق النساء بناء على طريقتهم في اللباس، وغير موجهة لقمع الحريات العامة. واستطرد البلاغ، «أن عمليات الإيقاف ترتكز، أساسا، على عناصر الفعل الجرمي، دون اعتبار للجنس، أو السن ، أو محل الإقامة أو العرق أو الدين ، أو الجنسية، وعليه ، فإن العمليات الأمنية ستبقى متواصلة في الزمان والمكان للتصدي لكل شكل من أشكال المخالفات للقانون ، في إطار الاحترام التام للحريات الفردية والجماعية ولمبادئ دولة الحق والقانون». هذا، وتقوم فرقة الشرطيات كغيرها من فرق أمن مراكش المكلفة بمحاربة الجريمة في الشارع العام، بجولات تمشيطية كل مساء وتستمر حتى الساعات الأولى من الصباح، يتجولن راجلات عددا من الشوارع والأحياء المشهورة بتواجد المشبته فيهن ببيع الهوى، خصوصا حي جليز الراقي، وشارع محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي، الذين يعرفان توافد عدد من الزبناء أبرزهم من دول الخليج العربي.