بعقد كرة القدم المصغرة اليوم لجمعها العام الإنتخابي وانتقاء من ستوكل لهم التواجد في الهيئات المشرفة على كرة القدم الوطنية، سيكون المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد أكمل الحلقة الأخيرة في مسلسل وضع الهياكل كما تقضي بذلك النظم الأساسية المستوحاة من النظام المعياري الصادر عن الإتحاد الدولي لكرة القدم، والغاية طبعا من تجميع كل هذه الأنسجة داخل بنية المكتب المديري هي الوصول إلى خيط ناظم، على أساسه يكون بمقدور المكتب المديري العمل وفق منظومة متكاملة تستحضر كل مكونات اللعبة، وبتشكله يكون بالإمكان الوصول إلى رؤية شاملة لحاضر ومستقبل كرة القدم الوطنية. ليس القصد من وجود كل هذه التمثيليات داخل المكتب المديري للجامعة، هو التسابق بشكل أرعن لاحتلال الكراسي والمباهاة بشكل سخيف بمنصب داخل أقوى الجامعات الرياضية الوطنية والأكثرها إستئثارا باهتمام الشعب، ولكن الغاية التي يأمل المشرع بلوغها من خلال هذه التمثيليات، هي أن تحضر كل هذه الهيئات في مختلف أوراش البناء والتقويم بما يساعد على بلورة إستراتيجية متكاملة في مقاربة حاضر ومستقبل كرة القدم الوطنية بكل أجناسها. ومع الوصول إلى هذا البرلمان المصغر لكرة القدم الوطنية، ومع التواجد الإيجابي والفعال والمؤثر لكل الهيئات المتفرعة عن الجامعة والموكول إليها تدبير مجموعة من أجناس الممارسة تصبح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مؤسسة لها تعريف جديد ولها اختصاصات موسعة وأيضا لها طريقة إشتغال، إحترافيتها وبراغماتيتها تكمن في أنها ستعامل كرة القدم الوطنية ككل بعيدا عن التجزيء القهري وبعيدا عن الإنتقائية والتي تحضر كثيرا بدعوى أنها من الأولويات. ستكون الجامعة مسؤولة اليوم عن كل التفويضات الموسعة الممنوحة لكل من العصبة الإحترافية وعصبة الهواة، مسؤولة عن ضبط خط السير بشكل قانوني وديموقراطي لا وصاية مطلقة فيه إلى أن يشتد عودها، ومسؤولة أيضا عن مصاحبة كرة القدم النسوية وكرة القدم المتنوعة من أجل أن تبني نفسها على قاعدة صلبة وهي التي ولدت من رحم الضنك والفقر وتعيش إلى اليوم حياة ضنكى، ومسؤولة فوق هذا وذاك عن خلق نوع من التجانس بين كل هذه المكونات لتنخرط جميعها في ورش بناء كرة قدم مستدامة. وبالقطع فإن الجامعة عندما يصبح لها مكتب مديري بكل هذه التمثيليات، فإنها ستحصل في تدبيرها لكل الأوراش الآنية والمستقبلية على رصيد بشري غني في العدد وفي النوع، ما سيعطي لرئيس الجامعة القدرة على إنجاح البرنامج الذي وعد به عائلة كرة القدم وهي تأتمنه على حاضرها ومستقبلها، وليس هناك من برنامج مستعجل ومنطقي كل نجاح فيه إلا وسيمنح فوزي لقجع نقاطا كثيرة في ميزان العمل، غير إعطاء الكرة المغربية الهوية التي تميزها قاريا على مستوى المنتخبات الوطنية كما على مستوى الأندية وغير العمل بشكل أفقي بتقوية الفكر الإحترافي وبشكل عمودي بإنضاج الهواية التي لا محيد عنها في بناء قاعدة الممارسة وغير الإجتهاد في تقوية البنيات التحتية من ملاعب ومرافق ومراكز للتكوين وغير العمل على تسويق أفضل للكرة الوطنية برفع نسب الجودة والقضاء على كل عناصر الهدم من إرتزاق وسمسرة وشغب وغش وتعاط للمنشطات، وهذه كلها أساسات ما قلت عنه كرة القدم المستدامة والتي يجب أن تكون شعارا لنا في المرحلة.