الظاهر أن السيد سعيد الناصري الذي اختير ليكون هو حامل مشعل وولادة العصبة الإحترافية في أول إستثناء تعرفه كرة القدم الوطنية عبر مسارها لتدبير شؤون الكرة في قالب جديد يفوق التسمية القديمة للمجموعة الوطنية، سيحمل على أكتافه عبئا إداريا وتقنيا ثقيلا وديموقراطيا في منحاه الأصلي من أجل تسويق المنتوج بدرجة أعلى وتوفير كل السبل المهنية لإدارة الملفات على أعلى درجة من الإحترافية بمعزل عن الشوفينية والعواطف التي قد تغلب على بعض الوقائع. والحقيقة أن دخول الكرة المغربية منعطف الإدارة المحترفة مثلما هو سائد في جامعات العالم أو ما يسمى بعصبها المدبرة للشأن الكروي، لا يمكن أن ينساق مع هذه التحديات إلا بالصرامة القانونية التي يجيزها الإطار العام للقوانين والأنظمة بعيدا عن المشاكل التي عرقلت في كثير من الحالات تقدم المنتوج الكروي، وأيضا بالشفافية والمصداقية في معالجة منقوص الإحتراف على مستوى قانون المدرب الذي يمنحه أصلا إلتزاما بالمسؤولية ولما له وما عليه مع الإدارة المسؤولة. صحيح أن ملف العصبة كبير على مستوى جبهات العمل وعبر هياكل الملفات المطروحة في سياق الإشتغال اليومي للجان المُسيرة، ولكن ما هو ملموس أن العصبة المغربية مطالبة تدريجيا بسيرورة التكاوين على المستوى الأوروبي لقياس درجة راهنية الأحداث وكيفية المتابعة والمواكبة للملفات ذات السرعة التدبيرية أو تلك التي يراعى فيها النقاش العاقل لقضية قد تطفو على السطح من دون ان تكون لها قراءة مسبقة من قبيل تداعيات الشغب الملغوم والأمن الخاص وغيرها من الأبعاد ذات البعد التنظيمي في ملاعب المغرب المتعارف عليها اليوم بملاعب الحداثة المنسجمة مع دفاتر التحملات الخاصة بالإحتراف. وسيكون السيد سعيد الناصري مغربيا في سياق العصبة وليس وداديا بالمعنى العام، ومن المفروض أن نرى الرجل الذي فاز مع الوداد بلقب البطولة، رجلا بمعطف التدبير الشامل للكرة على أنها منتوج مختلف في زمن مختلف وبتسويق مختلف، ورجلا بفكر كل المغاربة وكل الأندية التي ترى فيه منعش الخزائن ومسوق المنتوج والباحث عن المستثمرين لقياس درجة الإرتقاء بالعصبة إلى مقاولة الأندية، والرجل القانوني الذي لا يهرب من أي كان حتى ولو كان زميلا في اللعبة. وسعيد الناصري «شو الكرة المغربية» في جلباب الإحتراف، نريده أن يقرأ كل التفاصيل الدقيقة بمشروع التحكيم كظاهرة ليست متكاملة في صفائها، وعلى التحكيم تبنى إنشغالات الأندية بأرقامها وأحلامها وتظلمها، نريده أن يكون «شو» الفرجة، و«شو« البرمجة المحترفة و«شو» التسويق التلفزي على درجة من الشمولية، و«شو» الحكامة الملزمة بدون عواطف حتى ولو كانت وداده خاطئة، و«شو» الحكيم في موازين كل الملفات ذات البعد القانوني، و«شو» في جعل المناصرة الوطنية مختلفة عن سياق الشغب القاتل بحلول تقريب المناصر من التحسيس الشامل ومنحه المكانة اللائقة به في مقعد مرقم ومنخرط فيه طيلة الموسم، وحكمة المتابعة القضائية للتذاكر المزورة، ومرونة في كل الملفات التي سيشتغل عليها حرس الناصري. وعندما أؤكد على الخبرة الأوروبية في مجال تدبير العصب الإحترافية في أقرب المواقع القريبة منا سواء بإسبانيا أو فرنسا، أؤكد على أن الإستشارة في جميع الملفات ليس عيبا ولكن ضروريا لربح الكثير من الأمور ذات الطابع القانوني أو المرونة في تثبيت السير الفعلي للملفات الآنية. ولجان العصبة هم الأقدر على مواكبة هذه الخبرة الدولية من دون أن ينتقص من كفائتهم، بل الإستشارة العامة في كل الملفات ظاهرة صحية يراد بها ربح الخطوات بسرعة على غير السرعة التي ستنطلق فيها العصبة على معايير المجموعة الوطنية سابقا. وعلى هذا الأساس يمكن أن نبني عصبة إحترافية بسرعة أطرها في تدبير الشأن وبلغتين موحدتين (العربية والفرنسية) وليس لغة فرنسية مفروضة تخاطب الإعلام الرياضي ككل، وعصبة تختار الكفاءة العالية في معالجة كل التفاصيل الدقيقة قانونيا وتدبيريا. والناصري «شو» المسؤول الرياضي الأول عن العصبة الإحترافية مدعو لقراءة المشهد الكروي ليس في جوانبه السياسية على أنه سياسي مسبقا ولا نريد ذلك على الإطلاق، ولكن في جوانب العقل المدبر لإرساء أول فعل إحترافي في مجال تدبير العصبة عله يكون انطلاقة رائدة لأسطول أريد اختياره على درجة من الكفاءة ومع ذلك، لا بد من الخبرة الدولية..