لم نعش أزمة نتائج بقدر ما كان يلزمنا الإنسجام ظهر صلاح الدين عقال نجم الرجاء البيضاوي بصورة جيدة في مرحلة الذهاب وأكد أنه لاعب موهوب قدم الإضافة المرجوة وكذب كل التكهنات التي سبقت التعاقد معه، مع القلعة الخضراء يرسم الفرح مباراة بعد أخرى حتى أصبح معشوق الجماهير الخضراء، كما أنه سرق الأضواء بأدائه وأهدافه، وكان بالإمكان أن يسجل في أكثر من مناسبة لولا أن الحظ عاكسه، في هذا الحوار يتحدث صلاح الدين عقال عن تحليقه الجديد مع الرجاء، وكيف عاش أجواء مرحلة الذهاب؟ ما هي طموحاته هذا الموسم؟ وهل بإمكان الرجاء أن ينافس على لقب البطولة وهل بمقدوره الدفاع عن رسميته بعد الإقناع الذي قدمه في كل المباريات؟ حوار يرصد كل التفاصيل الخاصة بمسيرة هذا الفتى الخريبكي الذي أصبح رجاويا، تابعوا التفاصيل. - المنتخب: كيف تقيم حصيلة الرجاء البيضاوي في مرحلة الذهاب؟ عقال: الحصيلة كانت إيجابية بالنظر للنتائج التي حققناها في الخمس دورات الأخيرة والتي وضعتنا في المركز الثاني بعد الوداد البيضاوي بعد مرحلة فراغ عشناها دامت لدورات، الحصيلة مكنتنا من التعبئة مجددا للمنافسة على لقب البطولة الإحترافية، بكل صدق أحسسنا في مرحلة الفراغ بأن شيئا ما يحدث فبذلنا مجهودا كبيرا حتى إستعاد الفريق بريقه وعاد ليؤكد جاهزيته للموسم الكروي الجديد، وهي مناسبة أشكر فيها الجمهور الرجاوي على الدعم الذي قدمه للفريق حتى وهو يجتاز وضعية صعبة. - المنتخب: ألم ينتابكم نوع من الخوف أو الشك في المباريات التي تعرضتم فيها للهزائم؟ عقال: الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، الرجاء فريق كبير لا يتأثر بالهزائم، لقد كانت سحابة صيف وانقشعت، وجميع اللاعبين لم تكن تروقهم وضعية الرجاء وصيف بطل العام في مونديال الأندية، لذلك آمنوا بقدرتهم على تحقيق النتائج الإيجابية وتأتى لنا ذلك بالعزيمة والإرادة، واليوم أظن بأن الرجاء في السكة الصحيحة ولا تفصلنا عن الوداد البيضاوي سوى نقطة واحدة، لقد بذلنا مجهودا كبيرا في الدورات الأخيرة حتى تداركنا الموقف وعدنا للواجهة، ولا خوف على الرجاء البيضاوي. - المنتخب: هل في نظرك تغيير المدربين هو السبب، إذ أن الرجاء تناوب عليها ثلاثة مدربين، البنزرتي، بن شيخة والآن روماو؟ عقال: قد يكون الأمر كذلك، لكون كل مدرب له فلسفته وله رؤيته التقنية، لكننا إستعدنا بريقنا بسرعة فائقة، والواقع أن المدرب روماو يعمل جاهدا لكي نكون في مستوى التطلعات، اليوم الرجل يقطف ثمار ما زرعه منذ قدومه للإشراف على تداريب الفريق، هناك نغمة تجانس بيننا كلاعبين وبينه كمدرب، وأكيد سيكون الإياب لصالحنا، ولن نفرط في النقط لكون مباريات الإياب ستكون حاسمة، والرجاء يريد الفوز بلقب البطولة. - المنتخب: الجمهور الرجاوي أصبح مبدعا في الملاعب بتيفوات قل نظيرها، ماذا يشكل لكم هذا الجمهور والإحتفالية التي يقدمها لكم؟ عقال: إنه يشكل الإضافة المطلوبة، الدعم والتحفيز، الجمهور الرجاوي شكل ثاني، لا مثيل له في العالم، التيفوات التي يقدمها في مبارياتنا تزيدنا حماسا كبيرا وتحفيزا وبفضله عدنا لسكة الانتصارات وله إن شاء الله سنهدي لقب البطولة الإحترافية، لا أكتمك السر الجمهور الرجاوي هو حافزنا ولا نرضى معه بغير الإنتصارات وأعده بأننا كلاعبين سنكون عند حسن ظنه في مرحلة الإياب وسنهديه اللقب. - المنتخب: هل بمقدور الرجاء البيضاوي أن يكون معادلة صعبة في المنافسة على لقب البطولة الإحترافية؟ عقال: بكل تأكيد سيكون الرجاء في قائمة الفرق التي ستنافس على لقب البطولة الإحترافية، خاصة بعد عودته لتحقيق النتائج الإيجابية في الدورات الأخيرة وأعتقد بان الرجاء كفريق مرجعي لا يجب أن يكون خارج التصنيف الخاص بالمنافسة على الألقاب، الرجاء جاهز بكل مكوناته من أجل أن يكون في الموعد ويفرح جماهيره كالعادة كل موسم، كما قلت لك الرجاء خلق من أجل الألقاب، وقوة الفريق تتجلى في إنسجام اللاعبين وطموحهم هو أن يظل الفريق في القمة. - المنتخب: وهل شعرت بأنك وصلت لدرجة الإنسجام مع اللاعبين وأنت تخوض أول تجربة مع الرجاء؟ عقال: لقد أحسست بسعادة كبيرة وأنا أعيش إنسجاما كبيرا مع اللاعبين الذين تجمعني بهم علاقة طيبة منذ سنوات، والواقع أنني لم أشعر بأي غربة وأنا ألعب للرجاء، أنا لاعب محترف، خضت تجارب عديدة في عالم الإحتراف وكما قلت لك أنا فخور بأن أحمل قميص الرجاء كحلم قديم وأتمنى أن أكون في مستوى التطلعات، ولعلكم لاحظتم أن الرجاء إرتقى في مبارياته الأخيرة في البطولة الإحترافية، وإستطاع أن يعود من بعيد ويوقع على مستوى جيد، والحمد لله تجاوزنا مرحلة الفراغ التي عشناها وسط مرحلة الذهاب واليوم يمكن القول بأن الرجاء قادر على أن يقلب الطاولة على الجميع ويفوز باللقب. - المنتخب: بمعنى أن الرجاء سيكون معادلة صعبة سواء في البطولة أو كأس عصبة أبطال إفريقيا؟ عقال: في الواقع هذه هي الإلتزامات، الكبرى التي سنعمل من أجلها، وجميع اللاعبين واعون بأهمية المرحلة، لهذا سندافع عن حظوظنا في هذه المنافسات، لكون الرجاء يتوفر على تركيبة بشرية مهمة بإمكانها ان تعمل على البحث عن الألقاب، هذه إلتزامات يجب أن نكون فيها بجاهزية كبيرة، الرجاء البيضاوي تعود على مثل هذه المنافسات، أرجو أن نتمكن هذا الموسم من إنجاح سفرنا الإفريقي للوصول على الأقل لدور المجموعتين لعصبة الأبطال الإفريقية. - المنتخب: الملاحظ أن عددا من اللاعبين الدوليين بدأوا يعودون تدريجيا للبطولة الإحترافية، هل هذه العملية تشكل قيمة مضافة؟ عقال: بطبيعة الحال شكلت عودة بعض هؤلاء اللاعبين قيمة مضافة، على إعتبار أن هؤلاء اللاعبين يتوفرون على خبرة كبيرة وتمرسوا في بطولات أجنبية، أنا مع هذه الظاهرة لأنها مفيدة للكرة الوطنية، وإن كان العكس لما قامت الأندية الوطنية بإنتدابهم، وأظن بأن هذه العملية كانت قد بدأت منذ مدة، ما فسح المجال للاعبين يمارسون في البطولات الأوروبية للإلتحاق بالبطولة الإحترافية لكونها تغيرت كثيرا من الناحية المادية وأصبحت الأندية تتعامل بمنطق العقود الإحترافية، وهذا لم يكن في السابق، وهو ما شجعني بكل صراحة للعودة إلى البطولة التي كنت قد تركتها في وضعية هاوية، أما اليوم فهناك أوراش كثيرة غيرت الصورة القديمة، وقد لمست ذلك عن قرب، إذ ان وضعية اللاعبين تحسنت كثيرا، كما هو الشأن بالنسبة للمدربين، كما أن البنيات التحتية تطورت بوجود ملاعب من المستوى العالي وبمواصفات دولية. - المنتخب: وكيف تتوقع أن تكون مرحلة الإياب؟ عقال: ستكون قوية لا محالة لكون الأندية المتواجدة في الصفوف الأمامية ستتعبأ من أجل هذه الغاية، وبالتالي سيكون السباق محموما، وبطبيعة الحال الرجاء الذي دأب على المنافسة على الألقاب لن يخرج عن هذه الدائرة، سنكون في الموعد إن شاء الله. - المنتخب: عودة الوداد للمنافسة على لقب البطولة، هل سيجعل الرجاء في حرج كبير للعب نفس الدور؟ عقال: كرة القدم مجال مفتوح للجميع هناك 16 فريقا ولن يفوز باللقب سوى فريق واحد، لذلك أرى أن التشويق والإثارة سيطبعان هذا الموسم، وستكون المنافسة شديدة على اللقب، وقطعا سنعيش إيابا مثيرا كل هذا في صالح الكرة الوطنية، طموحنا هو أن يكون الرجاء البيضاوي هو الفائز بلقب البطولة الإحترافية وهذا حق مشروع، سنبذل كل الجهود لنظفر بهذا التتويج في آخر السنة. - المنتخب: بالقدر الذي عادت فيه الجماهير للملاعب الوطنية عادت ظاهرة الشغب لتخيم على الممارسة، كيف تعلق على هذه الحالة؟ عقال: فعلا الشغب لم يعد مسموحا به في الملاعب الوطنية، ويحز في نفسي أن أرى بعض الحالات النشاز تغزو ملاعبنا، ادعو كافة الجماهير الرياضية إلى التحلي بالروح الرياضية، وتشجيع فرقها بلا إنفلاتات ولا تجاوزات لأننا نمارس في مجال من المفروض أن يتسم بالروح الرياضية، يجب على هذه الجماهير ان تتعبأ لتقديم صورة نموذجية في الملاعب الوطنية وخارجها، لأن ما يحدث في بعض الأحيان يخدش الصورة الحقيقة للممارسة. - المنتخب: ستواجهون الشياطين السود من الكونغو في الدور التمهيدي لكأس عصبة أبطال إفريقيا، كيف تتوقع أن تكون هذه المواجهة؟ عقال: تعرفون أنه في إفريقيا لم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير، المستويات أصبحت متقاربة، وبحكم أننا سنستقبل بالميدان فيجب أن نحسم التأهل في الدارالبيضاء حتى لا نجد أنفسنا محرجين في مباراة الغياب، إن شاء الله سنبحث عن نتيجة مطمئنة في الذهاب لانكم تعرفون صعوبة الأجواء التي تجرى فيها مثل هذه المباريات، أضف لذلك التحكيم الإفريقي، علما أن مباريات الدور تمهيدي لا تنقل على الشاشة. - المنتخب: وهل بمقدور الرجاء السير بعيدا في هذه المنافسة؟ عقال: كاس عصبة أبطال إفريقيا هي هدفنا هذا الموسم بعد ضياع المشاركة في كأس العالم للاندية، لنا كل الإمكانيات لكي نكون في الموعد هناك دعم كبير من كل مكونات الرجاء البيضاوي وبخاصة المكتب المسير للفريق، والجمهور واللاعبون أخذوا ما يكفي من التجربة لكي يكونوا في الموعد ويذهبوا بعيدا في كأس عصبة أبطال إفريقيا بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه الفريق في مونديال الاندية. - المنتخب: هل ستستمر مع الرجاء في الموسم القادم؟ عقال: هذا سؤال سابق لأوانه، أنا اليوم أدافع عن قميص الرجاء بإستماتة كبيرة والواقع أنني وجدت راحتي بداخله بحكم العلاقة الطيبة التي تجمعني باللاعبين والجمهور وكل مكونات الفريق، الواقع كل لاعب يتمنى ان يحمل قميص فريق مرجعي في المنظومة الكروية الوطنية، مثقل بالألقاب هو الرجاء. - ماذا تقول في كلمة ختامية؟ عقال: أنا جئت للرجاء لأفوز بالألقاب، وأملي أن يوفقنا الله في الفوز بلقب البطولة الإحترافية ثم تشريف الكرة الوطنية أحسن تشريف في كأس عصبة أبطال إفريقيا، ولم لا الفوز باللقب الإفريقي الذي إشتاق إليه الرجاء، كما أود أن أشكر الجماهير الرجاوية التي تحيطني بتقدير كبير وبفضل دعمها أبذل قصارى الجهود لكي أكون دائما في الموعد، وحلمنا هو أن نتوج بلقب البطولة الإحترافية في آخر الموسم. حاوره: جلول التويجر