الكل تابع الطريقة التي انهزم بها الفتح الرباطي أمام الوداد البيضاوي، فقد كان أشبال المدرب وليد الركراكي الأفضل طيلة أطوار الجولة الأولى باعتراف من مدرب الخصم الويلزي توشاك حين أكد بأن فريقه كان محظوظا حين لم تقبل شباكه أي هدف في الجولة الأولى، وكان بإمكان مدرب الفتح أن يركن للدفاع كما يفعل العديد من المدربين ويقفل جميع المنافذ المؤدية لشباك الحارس بادة لكنه رفض هذه الفكرة، وقال بصريح العبارة: «لقد إخترنا اللعب بطريقة هجومية سواء خارج الميدان أو داخله ومهما كانت قوة الخصم، هذه طريقتنا في اللعب وسنعمل على تطويرها والأكيد أننا سنجني ثمارها مستقبلا، فنحن نريد أن نقدم كرة هجومية جميلة ونساهم في تقديم الفرجة والمتعة للجمهور كيفما كانت النتيجة». هي فلسفة جديدة يطمح المدرب الشاب وليد الركراكي في تطبيقها مع فريق الفتح ولاحظ الجميع كيف تغير أداء هذا الفريق الذي كان يعتمد بالأساس على الإندفاع البدني بالدرجة الأولى وكذا على النهج الدفاعي خاصة خارج القواعد، ومن دون شك فإن الجمهور الذي تابع المباراة التي جمعت الوداد بالفتح الرباطي سواء بالمدرجات أو عن طريق الشاشة الصغيرة قد استمتع بمباراة شيقة وممتعة تشرف المنتوج الوطني وترتقي به للمستويات التي ننشدها، وهذا لن يتحقق إلا بأمثال هؤلاء المدربين الذين تشبعوا بهذا الفكر الإحترافي. ومن دون شك فإن هذا الأداء الراقي كفيل بإعادة جمهور الفتح للملعب بعد أن هاجره لعدة سنوات، ومن جانبه فقد تأسف وليد الركراكي لإفتقاد فريقه لهذا الدعم الجماهيري حين قال. «من المنطقي جدا أن يفوز الوداد لأنه لعب أمام جماهيره التي ظلت تسانده طيلة شوطي المباراة وهذا ما نفتقد إليه بملعبنا، والوداد سيكون منافسا قويا على اللقب إلى جانب الرجاء والمغرب التطواني وأتمنى أن نكون أحد المنافسين على المراكز الموالية لأننا لا نتوفر على نفس إمكانيات هذه الأندية». وعاد الركراكي ليتحدث عن هذه الهزيمة قائلا: «لعبنا الكرة من الخلف وقررنا المجازفة وارتكبنا أخطاء فردية استفاد منها الوداد وأنا المسؤول عنها لأنها كانت تعليماتي للاعبين، بالنظر للمباراة أظن بأننا لم نكن نستحق الهزيمة لكن الوداد استحق الفوز في الجولة الثانية، أهنئ الوداد وأهنئ كذلك لاعبي الفتح على المستوى الذي قدموه ولدي الثقة الكاملة في كل لاعبي الفتح وفي قدرتهم على الظهور بشكل أفضل مستقبلا». ويعتبر الركراكي إلى جانب فوزي جمال من الأطر الوطنية الجديدة على البطولة الإحترافية هذا الموسم، ومن الجيل الجديد من المدربين القادمين من أوروبا بفكر احترافي وباستراتيجية تتبنى اللعب الهجومي المفتوح، وتابعنا جميعا الثورة التي خلقها المدربان في طريقة لعب فريقيهما، صحيح أن النتائج لم تكن في صالحهما وهما بحاجة للدعم والمساندة من طرف المكاتب المسيرة ومن الجماهير لأننا بحاجة لهذا الفكر الجديد للإرتقاء بمستوى المنتوج الكروي المغربي.