لماذا يعترض لومير على البرمجة وينتقدها بطريقته الخاصة من دون أن يدرك أنه هو من أبدى حماسه وإعجابه بما قدم في إطار موسم محمول بثقل الإستحقاقات؟ ولماذا يأتي في هذه اللحظة بالذات ليوجه العتاب الحاد للجنة على أنها لم تدرس جيدا روزنامة الأحداث بما فيها أجندة المنتخب المحلي؟ لا أعتقد أن أي مدرب في العالم يتعاقد مع جامعة ما، لا يقرأ جيدا برنامج الأندية والمنتخبات، ولا يجتمع مع لجنة البرمجة ولا حتى مع المدربين لمناقشة حيثيات ما يراه لائقا لإلتزاماته كناخب·· ولا أعتقد أن لومير يدرب منتخب بلد هو في الصومال أو جزر موريس لا يملك أهلية الإستحقاقات ليظل هو مرتاحا براتب بدون أدنى جهد، بل هو في بلد الكرة، بلد النجوم، بلد مهووس بالكرة العالمية، وبلد له سمعته القارية والعالمية·· بل ما يجب أن يعلمه لومير، هو أن القارة الإفريقية في صعوبة ظروفها القاسية، وجغرافيتها العامة لا تتلاءم مع طبيعة أوروبا، ولا حتى مع نظمها وخطوطها الجوية، وتقارب مسافاتها وغيرها من الظروف الصعبة، ما يؤثر جذريا على أجندة الأندية المؤهلة لعصبة الأبطال وكأس الإتحاد الإفريقي وحتى عصبة أبطال العرب، وحتى مع المنتخب·· وبما أن المغرب يدخل في الخريطة الإفريقية، فهو معرض أساسا لخلخلة واضحة بحكم قانون السباق التنافسي على الكأسين معا ويجعل معها بناء تواريخ قارة، وتوقفات طارئة، وتحديد مؤجلاتها بصعوبة لا يعرفها لومير·· وإلا كان هو رجل الساعة ليكون ضمن اللجنة ليحدد ويناقش مع لجنة العموري أجندة عام بالكامل بسائر التحديات·· ربما وضع لومير نفسه اليوم أمام صراع حاد مع أحمد العموري رئيس لجنة البرمجة، دون أن يدرك أن إعجابه بالبرمجة في بداية الموسم تحول اليوم إلى ندم وإنتقاد واعتراض لأسباب مجهولة، ولو أنها تبدو مقلقلة في نظري على مستوى المنتخب المحلي الذي أربك مسار البطولة الوطنية بتوقف طارئ الأسبوع الماضي حين لعب المحليون مع ليبيا عن ذهاب آخر الأدوار التصفوية للتأهل إلى كأس إفريقيا بالكوت ديفوار·· لكن ما لا يعرفه لومير أنه لم يدرس جيدا حالة تأهل المنتخب المحلي إلى الكوت ديفوار، وسيلعب كأسا إفريقية محلية لمدة ثلاثة أسابيع ستغيب أصلا بطولة المغرب لثلاث جولات على اعتبار إحترام قانون توقيف مباريات الأندية التي يوجد بها أكثر من لاعبين بالمنتخب·· ربما سيضع لومير نفسه في المأزق عندما يتأكد أن لقاءه الرسمي مع الغابون سيكون في أواخر شهر مارس أي بعد أن تكون كأس إفريقيا قد انتهت يوم العاشر في أحلى صور الحضور المغربي إن راهن هذا الجيل بالتحدي لنيل أول كأس إفريقية، وثانيا لينال لومير واحدة من القناعات الرئيسية لكسب خبرة الوجوه المحتمل الإعتماد عليها في المنتخب الأول· قد أكون متفقا مع العموري في أن فترة كأس إفريقيا قد تهدد البطولة بالتوقيف لمدة ثلاثة أسابيع، لكني لا أتفق في الجانب الآخر لإقصاد المنتخب في أول دور دون أن يؤثر ذلك على مسار البطولة لعودة الجميع لإحترام برمجة البطولة، لكن ما يهمني أساسا هو أن لومير في حكم حضوره كناخب، عليه أن يراعي عمل اللجنة باحترام النوايا، أو يبدي بعضا من التحفظات، لا أن يوافق على مجهود لجنة ثم يضربها بإخلال جاهز لإلتزاماته السابقة·· حقا لسنا في أوروبا المحترمة لتواريخها المدققة بتنسيق مع الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (عصبة الأبطال وكأس الإتحاد الأوروبي) وحتى مع إتحاداتها المحلية المنظمة لبطولاتها وكؤوسها، لأن إختلاف الخريطة بين أوروبا وإفريقيا كبير كما قلت حتى بين الكاف والدول الإفريقية التي بها صعوبات كبيرة في النقل الجوي والسفر الطويل والإرهاق الكبير للأندية، وهذا ما يمكن أن يعرفه لومير أساسا في جغرافية إفريقيا وبرمجة إتحادها الإفريقي، إضافة إلى العلاقة الأخرى لأنديتنا مع الإتحاد العربي ضمن عصبة أبطال العرب· وإلا لن نلعب أو نشارك في الأحداث القارية الخاصة بالأندية، حتى يريح لومير نفسه من عذاب الإخلال بإلتزاماته، رغم أنه في أبعد حدود مهتم بدرجة كبيرة بأسود الأطلس من زاوية المحترفين، وإجتهاد ضعيف وضعيف في إختيار الوجوه المحلية·· لا يمكن مطلقا أن يضع لومير نفسه في الوحل وعدم إحترام جهد لجنة البرمجة، لأن في ذلك ضرب جديد لمدرب آخر ينتقد نفسه بنفسه، ولو أراد أن يعمل بالفعل، عليه أن يدخل ضمن اللجنة كفاعل ليرى ما إذا كان سينتقدها أساسا·