هل هو إيذان بانطلاقة جديدة يبدو أنه كتب على مروان الشماخ وعادل تاعرابت أن يعيشا نفس المصير الكروي، فكلاهما بدأ مشواره الكروي بفرنسا وحكمت عليها الأقدار بالإنتقال للبطولة الإنجليزية، وعاشا نفس الصعوبات مع فريقيهما، وتواصلت نقاط التواصل بينهما بعد أن نجحا في تغيير وجهتمهما بعد أن إنضم كل لاعب لفريق إنجليزي جديد، ثم لا ننسى وضعيتهما داخل المنتخب المغربي، كونهما غابا عن المبارايات الأخيرة، في إنتظار عودتهما لعرين الأسود في حال نجاح تجربتهما الجديدة. حلم بعاصمة الضباب آثر مروان الشماخ وعادل تاعرابت أن يكملا مشوارهما بإنجلترا بعد انطلاقة كانت بفرنسا، حيث تلقى الأول تكوينه ببوردو فيما تعلم الثاني أبجديات الكرة بلانس، قبل أن ينتقلا للندن بعد أن وقع الشماخ لأرسنال بينما إنتقل تاعرابت لتوتنهام. اللاعبان إنطلقا وهما يحملان معهما ألف حلم ، خاصة أن البطولة الإنجليزية مشهود لها بالإثارة ولها أسلوب خاص ومتابعة جماهيرية مكثفة، لذلك إعتبرا محطة إنجلترا فرصة لدخول بوابة التألق على الصعيد الأوروبي ونقش إسميهما في خانة أبرز لاعبي القارة العجوز، خاصة أنهما كانا من بين أبرز اللاعبين بالبطولة الفرنسية. وإذا كانت تجربة تاعربت بفرنسا لم تدم طويلا بعد أن خطفته أيادي توتنهام من لانس وهو في بداية مشواره، فإن الشماخ تألق ببوردو ونال معه العديد من الألقاب المحلية قبل أن يعرج على عاصمة الضباب. متاعب الشماخ لم تكن تجربة الشماخ بالبطولة الإنجليزية بالناجحة، حيث إصطدمت أحلامه بمعاناة تقنية أجبرته على الإبتعاد عن المنافسة، وظل إما حبيس كرسي الإحتياط أو خارج الحسابات، وباستثناء المباريات الأولى بعد إنتقاله للفريق اللندني، حيث كان عطاؤه جيدا وسجل أهدافا حاسمة، فإنه كان دائما خارج إهتمامات المدرب أرسين فينغر الذي أبعده كليا عن المنافسة لأسباب تقنية، حيث كان يفضل عدم الإعتماد عليه، ما أثر سلبا على عطائه وعلى نفسيته وحماسه، وهو الذي كان متشوقا لحمل قميص فريق «المدفعجية»، وقد لازمه التواضع بإنجلترا بدليل أن الأشهر الستة التي قضاها مع ويستهام الإنجليزي لم تكن ناجحة وكان مصيره الإحتياط ليعود أدراجه هذا الموسم لأرسنال بعد إنتهاء فترة إعارته وهو يجتر خيبة الفشل. تاعربت عنوان المشاكل بداية تاعرابت في البطولة الإنجليزية لم تكن موفقة مع توتنهام، حيث عانى من المنافسة في بداية طريقه، خاصة أن الفريق كان يعج وقتها بالنجوم، غير أنه وجد ضالته بعد إنتقاله لكوينز بارك رانجيرز، حيث ساهم في صعوده للقسم الأول وسجل العديد من الأهداف بأساسية لا تناقش، لكنه عانى نوعا ما في السنتين الأخيرتين أي بعد صعوده للقسم الممتاز، قبل أن يدخل في مشاكل مع مدرب الفريق ريدناب الذي أبعده وطالبه بالرحيل، حيث كرَس مشاكله مع المدرب السابق مارك هيوز، وزادت محنة تاعرابت بعد أن طرده ريدناب من معسكر الفريق ورفض بقاءه بل إنه طالبه بتغيير الأجواء. ضريبة الإحتياط أدى مروان الشماخ ثمن إبتعاده عن المنافسة غاليا، إذ كان من نتائج ذلك إبعاده عن المنتخب المغربي، وهو الذي كان يشكل أحد اللاعبين الذين ارتبط إسمهم بالأسود وكان واحدا من اللاعبين الذين برزوا قبل أن يتوارى عن الأنظار في السنتين الأخيرتين. نفس المصير لقيه عادل تاعرابت، حيث إبتعد عن المنتخب المغربي لفترة طويلة، غير أن السبب يعود أصلا إلى خلاف مع الطوسي، حيث رفض مثلما كان الطوسي قد أكد لقاءه بإنجلترا، على أن مشواره تاعربت مع الأسود على العموم عرف عدة مشاكل كما كان الحال مع روجي لومير، على أن أبرز تمرداته كانت بعد مغادرته معسكر الإستعداد لمواجهة المنتخب الجزائري على عهد المدرب البلجيكي إيريك غيرتس. تغيير بأي حال شاءت الأقدار أن يغير مروان الشماخ وعادل تاعرابت فريقيهما دفعة واحدة، بعد أن وقع الأول لكريستال بالاس والثاني لفولهام، وبذلك سيكتب اللاعبان صفحة جديدة في مشواراهما، وستكون المناسبة لهما لطي التجارب الأخيرة والإنطلاق في مشوار جديد. الشماخ مطالب للبحث عن رسميته والعودة إلى المنافسة وعدم تكرار أخطاء الماضي، خاصة أن تجربة إعارته لويستهام في الموسم الماضي لم تكن ناجحة، لذلك يرى الشماخ أن هذه المحطة ستكون فاصلة له للعودة إلى الواجهة، بل هو التحدي الأخير ليقنع الجميع أنه كان ضحية سوء إختيارات أرسين فينغر مدرب أرسنال. وبدوره يريد تاعرابت العودة إلى الواجهة ويدع مشاكساته وخروجه عن النص جانبا ليتفرغ أكثر لما هو تقني، خاصة أن مارتن يول مدرب فولهام يعرفه جيدا وهو من كان وراء إستقدامه لأول مرة إلى البطولة الإنجليزية مع توتنهام قادما من لانس الفرنسي. ولأن المنتخب المغربي بحاجة لكل لاعبيه فإن الفرصة ستكون هذا الموسم مواتية للشماخ وتاعرابت للعودة إلى المنتخب المغربي، ذلك أن تألقهما مع فريقيهما سيعيدهما حثما لعرين الأسود، وهو ما ينتظره من دون شك الجمهور المغربي، فهل سيكون هذا الموسم إيذانا بعودة الشماخ وتاعرابت إلى الواجهة؟