الشماخ ضحية فينغر إنتقل مروان الشماخ في الصيف ما قبل الماضي إلى عاصمة الضباب لندن بأرسنال وهو يحمل معه العديد من الأحلام والطموحات، ولعل أهمها هو تدوين اسمه ضمن خانة أفضل اللاعبين الأجانب في البطولة الإنجليزية وكذلك من أجل تشريف صورة الكرة المغربية في هذه البطولة الإستثنائية، والواقع أننا استبشرنا خيرا من هذا الإنتقال لأننا كنا ندرك أن الكرة الإنجليزية تتلاءم مع الإمكانيات التي يحظى بها الشماخ، أكان على مستوى القتالية والإندفاع وكذلك على مستوى إيجاد الضربات الرأسية ثم حسه التهديفي.. إعتبارات راهن عليها الجمهور المغربي ليكون الشماخ واحدا من المهاجمين الذين سيرسمون أجمل لوحات أرسنال أو فريق «المحاربين» كما يلقب، علما أنه وقبل الإنتقال إلى البطولة الإنجليزية كان مروان الشماخ قد أنهى مواسم ناجحة مع بوردو لدرجة أن الأخير فك ارتباطه وتخلى عنه بشق الأنفس. فعلا كانت إطلالة مروان الشماخ مع أرسنال في موسمه الأول ناجحة، وكان واضحا أن مروان الشماخ قد وجد ضالته تحت سقف الفريق اللندني واستأنس سريعا بالأجواء الإنجليزية، وأتذكر هنا تصريحا لمروان الشماخ عندما قال مازحا أنه وجد مشكلا واحدا في أولى أشهره بإنجلترا ويتجلى في عدم إتقانه اللغة الإنجليزية، فكان عليه أن يتلقى دروسا سريعة ليتغلب على هذا المشكل، غير ذلك فقد كان مروان الشماخ مهيئا لدخول هذا التحدي الجديد، بدليل أنه وفي أولى مباريات البطولة ودوري أبطال أوروبا إستطاع أن يمارس هوايته المعهودة فيه الشباك، والأكثر من هذا أنه دخل بمجرد انتقاله إلى أرسنال نادي الأرقام القياسية مع أرسنال أو في أوروبا، حيث سجل أسرع هدف في تاريخ الفريق عندما سجل هدفا في مرمى وولفرهامبتون في الثانية 36 كما سجل رقما قياسيا أوروبيا عندما اعتُبر أول لاعب يسجل ستة أهداف في ست مباريات متتالية في دوري أبطال أوروبا، ناهيك أنه واصل تسجيل الأهداف على مستوى البطولة في مبارياته الأولى. كلها أرقام وأهداف كانت شاهدة على أن مروان الشماخ يشق طريقه بثبات نحو التألق مع أرسنال، لكن سرعان ما توقفت عجلة هذا التألق بطلوع شبح الهولندي فان بيرسي الذي عاد من الإصابة، ذلك أن هذه العودة كانت تعني للمدرب أرسين فينغر الزج به كأساسي، مع الأسف أن الضحية كان هو مروان الشماخ الذي لم تشفع له أهدافه وحضوره الجميل والمديح الذي تلقاه من زملائه ومن الجمهور اللندني أن يواصل حمل صفة الرسمية، كل ذلك لم يدغدغ مشاعر فينغر الذي جعل من الشماخ لاعبا احتياطيا ليس إلا. نعرف أنه من الصعب ومن العبث الزج بلاعب في الإحتياط تألق وسجل وحطم الأرقام، أكيد أن نفسيته تتحطم ومستواه يتراجع وحماسه يقل، لأن الجاهزية تعني للاعب الحضور والمشاركة والرسمية وأن توضع فيه الثقة، مع الأسف أن فينغر ورغم الجاهزية الكبيرة للشماخ فإنه كان يصر على عدم إشراكه، فكان من الطبيعي أن يأفل نجمه وأن يغيب عن الواجهة وهو الذي كان يزج به فينغر ظلما في بعض المباريات في آخر أشواط المباريات. مؤكد أن مروان الشماخ كان ضحية نزوات فينغر واختياراته الخاطئة، فهو لم يعرف كيف يستغل إمكانيات مروان الشماخ وما كان باستطاعته أن يقدم لو وضع فيه الثقة كاملة، لو رفع من معونياته، لأن مروان الشماخ ليس من اللاعبين الذين بإمكانهم أن يقدموا الأداء الأفضل في عشر دقائق، وهو ما تأكد بعد انطلاق هذا الموسم بعد أن أصر فينغر عدم الإعتماد عليه كأساسي، وهنا يتجلى الفرق الواضح بين انطلاقة الموسم الماضي الذي لعب فيها كأساسي وبين انطلاقة هذا الموسم المخيبة. اليوم يجد مروان الشماخ نفسه بتغيير الأجواء إذا ما استمر أرسين فينغر في اتباع سياسة إبعاده عن التشكيل الأساسي ما دام أنه يملك الإمكانيات ليمارس بفريق آخر يمنحه الفرص الكاملة ويعرف كيف يستغل إمكانياته، لأن فينغر اليوم هو ضحية اختياراته الخاطئة وهو من يتحمل ظهور الأرسنال بمظهر مخيب، ليس هذا الموسم فقط، بل في المواسم الأخيرة، وهو أيضا من يتحمل مسؤولية أفول نجومية مروان الشماخ وقتل حماسه وموهبته وكسر الإيقاع الذي انطلق به، الشماخ مطالب أن يتخذ قرارا جريئا فالكثير من اللاعبين الموهوبين تهاووا وغابوا عن الواجهة لاختيارات خاطئة لمدربيهم، لذلك نتمنى أن لا يكون الشماخ ضحية فشل فينغر.