إن كانت كرة السلة المغربية تعيش صراعات في الجانبين القانوني والإداري، فإن المجال التقني يبقى منعزلا عن أي تحرك يسيء السير العام للعبة من جهة ويعرقل مسيرة التنمية والتطور من جهة أخرى. ومن أجل التحضير لبطولة إفريقيا لكرة السلة المقرر تنظيمها في الفترة ما بين 20 و31 غشت المقبل بأبيدجان عاصمة جمهورية كوت ديفوار، إستضفنا الإطار المغربي الكفء، حسن حشاد المعروف بماضيه الرياضي الكبير، كلاعب في صفوف فريق الوداد البيضاوي وكمدرب تلقى خبرته وتجربته في عدة محافل أوروبية وبكندا والمنتمي لأسرة رياضية كبيرة بمدينة الدارالبيضاء، وعلى رأسها عميد المنتخب الوطني المغربي في السبعينيات والثمانينيات بدر الدين حشاد. حسن حشاد، في هذا الحوار ، فخور بتأطير المنتخب الوطني المغربي، كما كان الشأن سابقا، ورغم الأزمة والفراغ التي تعيشه كرة السلة المغربية في الوقت الراهن، إلا أننه مستعد لتحمل هذه المسؤولية الوطنية دفاعا عن العلم المغربي ومستعد لتمثيل بلده أحسن تمثيل . وفي هذا الحوار يقول المدرب الوطني حسن حشاد: أنا دائما في خدمة بلدي «لا يهمني ما تعيشه كرة السلة المغربية منذ سنتين، أكثر ما يهمني تنمية وتطوير المجال التقني، وخاصة ما يتعلق بالمنتخب الوطني الذي أعتبره بالنسبة لي فرصة حقيقية للتألق وبروز إمكانياتي التقنية والعملية حتى يرتقي المنتخب الوطني إلى ما نطمح إليه عشاق كرة السلة المغربية الذين يريدون أن يروا منتخبهم في المراتب الأولى». التوقف أثر سلبا على مستوى اللاعبين «لقد طلب مني تدريب المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة، ووضع برنامج شمولي للمرحلة المقبلة المتعلقة بمشاركة المغرب في بطولة إفريقيا المقرر تنظيمها نهاية الشهر المقبل بكوت ديفوار. ورغم ضيق المدة التي تفصلنا عن هذه التظاهرة القارية، فقد أصبحنا مطالبين بالإستعداد الجيد وبالسرعة النهائية لتمثيل المغرب أفضل تمثيل، وننسى بالتالي ما تعانيه هذه الرياضة ببلادنا، خاصة في السنتين الأخيرتين، والذي اثر سلبا على مستوى اللاعبين الدوليين». لسنا متخوفين «بدون شك، نعرف التحدي الذي يتمتع به المواطن المغربي عموما واللاعب الرياضي. وكرة السلة بفضل ارتقاء مستوى لاعبيها ونضجهم وثقافتهم الرياضية بإمكانهم الظهور في بطولة إفريقيا بالمستوى الجيد، ونحن في المنتخب الوطني قادرون على تجاوز كل الحواجز والأزمة الداخلية التي تعيشها اللعبة، وطموحنا بحول الله تجاوز الدور الأول والمشاركة في الدور الثاني الذي يجعل المنتخب الوطني يحفاظ على الأقل على المركز الثامن الذي حققناه في آخر دورة من جهة وبالتالي تكريس وجودنا في أبيدجان لكي نرتقي نحو الأفضل». كمال حشاد المحترف الوحيد «لضيق الوقت، يصعب علينا استدعاء عدة لاعبين محترفين في أوروبا وغيرها بسبب العقود والإلتزامات التي تربطهم بأنديتهم، حيث أن الأمر يتطلب ترتيبات إدارية وقانونية ووقتا كافياً للقيام بمثل هذه الخطوات من أجل المشاركة مع المنتخب الوطني في أية تظاهرة من حجم بطولة إفريقيا. ويبقى الرهان الوحيد هو الحضور الرسمي للاعب كمال حشاد المحترف بفرنسا والذي حل بالمغرب قبل ذلك قصد تعزيز فريقه الوطني ومستعد بجانب زملائه للدفاع عن العلم المغربي». لا خوف على كرة السلة «نراهن في بطولة إفريقيا على الشيء الكثير، أبرزها كما ذكرت من قبل التمثيل المشرف، ثم مقارعة المنتخبات الكبرى التي سنواجهها في الدور الأول ، خاصة المنتخب التونسي بطل النسخة الأخيرة من بطولة إفريقيا الذي سنواجهه في أول مباراة يوم 21 غشت، ثم منتخب رواندا بعد 48 ساعة من اللقاء الأول ومنتخب بوركينا فاسو الذي يشارك لأول مرة في ببطولة إفريقيا بعد يومين من المباراة الثانية . ومع ذلك فلا خوف على منتخبنا الوطني وستسعا قدر الإمكان تغيير الحالة التي تعيشها هذه الرياضة بالمغرب». لا نريد سوى المساندة والتشجيع «بطبيعة الحال، فالمنتخب الوطني المغربي لكرة السلة سيدخل غمار هذه المنافسة القارية وليس عينه على اللقب، لأن ذلك يتطلب مجهوداً جبارا وعملا شاقاً وإستراتيجية طويلة الأمد بفضل العمل الجماعي، والجميع يعرف ذلك بدون الدخول في التفاصيل، بل عينه على المساندة القوية من طرف جميع الفاعلين في كرة السلة المغربية بدون استثناء، ومطالب أيضا بالتشجيع لكل العناصر المغربية التي ستدافع عن القميص الوطني ، وهذه أمور نحتاجها في الوقت الراهن حتى نؤدي واجبنا الوطني في هذا المحفل القاري المتميز». برنامج المنتخب في المستقبل «لا أحد يدرك في هذه المرحلة ما ستأتي به الأيام المقبلة ، فبعد نهاية بطولة إفريقيا لكرة السلة نهاية شهر غشت 2013، أرجو أن تتوحد الصفوف ويدرك الجميع مدى المسؤولية التي على عاتقه حتى ترتقي هذه الرياضة، أما برنامجي القادم، فبعد المشاركة في البطولة الإفريقية فإنه من الصعب تحديد ذلك، لأنه رهبن بالمسؤولين الجدد الذي سيدخلون الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة بعد عقد الجمع العام لانتخاب رئيس جديد لها». حوار :