الضربات توالت على فريق الرجاء البيضاوي، ضاع اللقب وفي نفس اليوم حلت النكبة من مقر الإتحاد الإفريقي بتسليط الأخير لعقوبات غليظة في حق لاعبيه الذين تورطوا في أحدات لواندا الأنغولية ضد بيترو أتلتيكو. متولي والزروالي ومعهم الصالحي تحت طائلة العقوبات باختلاف الحالات وغرامات مالية موازية لم ترأف بحال النسور الخضر. الرجاء أوفدت محاميها للترافع في مفارقة غريبة وساخرة بعض الشيء شكل يوم «السبت الأسود»، كما أصبح يطلق عليه الرجاويون ذكرى حزينة في مسار الفريق، ففي صبيحة نفس اليوم الذي شهد ضياع اللقب الذي طار صوب الضفة الأخرى القريبة وفضل أن يلبس الألوان الحمراء، في ظهيرة النحس ضد الجيش الملكي كان هناك موفدان من طرف الرجاء حلا في القاهرة للترافع على ملف النسور من أجل إيجاد أعذار التخفيف لإصدار أحكام رحيمة في حق لاعبين ثبت تورطهم في أحداث شغب واعتداء على الحكم المالي روبرت نكوسي كاليوتي يوم 2 أبريل ضد بترو أتليتيكو الأنغولي في اللقاء الشهير بلواندا، الكاتب الإداري محمد سيبوب والمدير الإداري سعيد بوزرواطة، أنيطت بهما مهمة واحدة وهي التأكيد على أن الرجاء تعرض لمجزرة تحكيمية من طرف الحكم المذكور بإعلان قرارات غريبة ومعها حرمان النسور من ضربة جزاء والعديد من الإمتيازات إضافة إلى إستفزازه لاعبي الرجاء أثناء السير العام للقاء. إلى هنا ظل الترقب هو سيد الموقف من الرباط وبالفندق الذي كان يقيم فيه الرجاء استعدادا للقاء الجيش خوفا من مفاجأة صاعقة قد تزلزل حساباته وتفرض غيابات قسرية على اللاعبين الموضوعين تحت ناصية العدالة الكروية الإفريقية بامتداد وسريان العقوبات حتى في البطولة الوطنية، قبل أن يأتي الخبر اليقين من قاهرة المعز. الزروالي سنة، متولي ستة أشهر والصالحي شهران ولأن اليوم كان يوم سبت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم غير مشتغلة رغم أن هناك من أوحى لأجهزتها بأن تظل في حالة الديمومة «بيرمانانص» تحسبا لأي قرار قد تكون البطولة معنية به، فإنه قليلون هم من وصلهم الخبر اللهم بعض الفعاليات الرجاوية التي تلقت الأخبار التي جاءت خفيفة بعض الشيء عليهم رغم أن هناك من اعتبرها كارثية. الظهير الأيسر الزروالي كان الطرف المعني بأقصى قرار بتسليط عقوبة الإيقاف في حقه لسنة مع غرامة مالية في حدود 10 ألاف دولار، على خلفية البصقة الشهيرة المضبوطة بالفيديو في حق الحكم نغوسي ودونها تقرير المندوب الكاميروني. ومحسن متولي تعرض لقرار الإيقاف لستة أشهر وغرامة مالية في حدود 5 ألف دولار على خلفية محاولة صفعه الحكم، والصالحي موقوف لشهرين دون غرامة مالية مع سريان الحكم فقط على الأندية دون امتداده للمنتخب المحلي. على أن الرجاء بدورها كفريق تعرضت لغرامة في حدود 20 ألف دولار وعقوبة موقوفة التنفيذ «سورسي» لسنتين بوضعها تحت المجهر الإفريقي حيث يتهدده الغياب عن التظاهرات القارية في حالة العودة، هذه هي مسطرة العقوبات كما توصلت لها «المنتخب» بمصادرها الخاصة والأحكام تخص التظاهرات القارية وليس البطولة الوطنية على أنه بعد شهر من الآن سينظر جهاز الفيفا في الأحكام لتحديد إمكانية تعميمه على مختلف الإستحقاقات. الإستئناف في الإنتظار والجامعة معطلة أوحى بعض ممن ظلوا يتحينون هذه الفرص من أجل التودد والتقرب من الوداد، قبل المباراة لعضو جامعي بأن يظل حريصا على تتبع هذا الملف بدقة يوم السبت الماضي كي يظل قريبا ومهيئا لتفعيل العقوبات محليا في حال تأكد سريانها على البطولة، والتأكيد على أن تظل مكاتب الجامعة مشتغلة في يوم العطلة هذا، قبل أن يأتيه الخبر في صيغة وصورة الصدمة بعدما تأكد لديه أن العقوبات قارية وليست محلية، وبعد إصدار هذه الأحكام قررت إدارة الرجاء البيضاوي المؤهل الموسم القادم لعصبة الأبطال الإفريقية استئناف هذه الأحكام للإستفادة من مشاركة اللاعبين المعنيين بالإيقاف رغم أن متولي والصالحي سيستنفذان العقوبات قبل بدء المسابقة الموسم القادم والزروالي هو الذي سيظل موقوفا لغاية 15 ماي من السنة المقبلة.. هكذا تعرض الرجاء لعقوبات مجانية كان في غنى عنها، وليتأكد المثل المصري «موت وخراب الديار».. ضاع اللقب وجاءت العقوبات ومعها الغرامات المالية ولسان حال الأنصار يقول «الله يحد الباس», فهل ستقف الجامعة خلف الرجاء في النازلة؟ العقوبات المسلطة على الرجاء إيقاف الزروالي لسنة مع تغريمه 10 ألف دولار بداية من 15 ماي؛ إيقاف محسن متولي 6 أشهر وتغريمه 5 ألف دولار بداية من 15 ماي؛ إيقاف ياسين الصالحي شهرين دون غرامة مع سريان الأحكام على الأندية وليس المنتخبات الوطنية؛ تعريض الرجاء لعقوبة سنتين موقوفة التنفيذ «سورسي» مع غرامة مالية للنادي في حدود 20 ألف دولار. الصالحي بإمكانه اللعب للمنتخب المحلي ظل المدرب الوطني مصطفى الحداوي حائرا ومترددا بشأن إمكانية إقحام اللاعب والهداف ياسين الصالحي رفقة المحليين في المباراة القادمة ضد المنتخب التونسي نهاية الاسبوع الحالي، قبل أن ينهي بلاغ الّإتحاد الإفريقي هذا الجدل ويقر بإمكانية لعب وخوض الصالحي هذه المواجهة، وذلك لسريان عقوبته على نطاق الأندية فحسب. وبهذا بإمكانه الحضور ضمن أجندة الحداوي إذا رآه مؤهلا لذلك.