.. لم يكن أشد المتشائمين في المغرب يتوقع أن تصل كرة القدم الوطنية إلى »الحضيض« الذي وصلت إليه في هذه الآونة بتساقط أنديتنا كأوراق الشجر من مسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف. فما بدأه فريقا الدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي يومي الجمعة والسبت الماضيين حين أقصيا من المسابقتين الإفريقيتين على التوالي على يد كل من الاتحاد الليبي وشباب بلوزداد الجزائري، أكمل فريق الرجاء البيضاوي »باهيته« أول أمس الأحد بخروجه هو الآخر من الدور الأول من مسابقة دوري الأبطال أمام بيتروأتليتيكو الأنغولي وبفضيحة كبرى أبطالها بعض لاعبيه »الأشقياء« خصوصا منهم اللاعبون محسن متولي وزكرياء الزروالي وياسين الصالحي الذين اعتدوا بالبصق والركل على حكم المباراة المالاوي روبرت نجوسي كاليوتو. وقد أظهرت لقطات التلفزيون التي انتشرت بسرعة فائقة عبر مواقع الانترنت العالمية اللاعب زكريا الزروالي يبصق على الحكم روبرت نجوسي ثم تلاه زميله محسن متولي بتوجيه صفعة قوية لحسن حظ الحكم المالاوي أنها مرت خلف رقبته وإلا لكان وقع مغشيا عليه بعد ذلك انهال عليه اللاعبون بالركل قبل أن يتدخل الأمن الأنغولي لحمايته.. وإلا لكان وقع ما لا تحمد عقباه. وأثارت هذه التصرفات اللارياضية اشمئزاز الشارع الرياضي المغربي قبل الإفريقي، إذ لا يمكن قبول مثل هذا السلوك من لاعبي فريق يعتبر واجهة كرة القدم المغربية بألقابه الافريقية والعربية المتعددة، ويكفي التذكير أنه أول فريق إفريقي وعربي شارك في كأس العالم للأندية.. فكل هذا التاريخ لا يمكن محوه بتصرفات لاعبين طائشين لا يدركون عواقب ما يفعلوه.. حتى وإن كان الحكم قد ظلمهم في هذه المباراة. وينتظر ألا تمر هذه الواقعة مرور الكرام من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إذ أصبح اللاعبون (الأشقياء) وربما فريق الرجاء ككل مهددين بالتوقيف عن المسابقات الإفريقية لمدد طويلة لأن القوانين المعمول بها إفريقيا تجرم مثل هذه الأفعال المشينة التي تسيء لصورة الرياضة المغربية قبل أن تسيء لممثلها في المسابقة الإفريقية. والحق يقال أن مسؤولي فريق الرجاء يتحملون المسؤولية الكاملة في »ضصارة« لاعبيه ونفخ ريشهم حتى أصبحوا يعتقدون أنهم أفضل اللاعبين في العالم، وكمثال على ذلك لا الحصر حالة اللاعب محسن متولي الذي تعددت زلاته داخل الملعب وخارج فتارة يستفز الجمهور بالإشارة إليه بحركات لا أخلاقية وتارة أخرى يتم اعتقاله من طرف الشرطة لاشتباكه مع إحدى الفتيات بكورنيش عين الذياب بمدينة الدارالبيضاء، ولتورطه في مشاجرة استخدمت فيها الأسلحة البيضاء بشارع 2 مارس.. كل هذا دون أن يحرك المكتب المسير للرجاء ساكنا تجاهه.. علما أن الفريق الأخضر عهد عليه صرامته في التعامل مع هذا النوع من الأمور.. لكن يبدو أن لكل زمان رجالاته. وبالرجوع إلى أطوار المباراة / الفضيحة فقد أهدر فريق الرجاء فوزا كان في متناوله، حيث لم يظهر الفريق الأنغولي بنفس الوجه الذي ظهر به في مدينة الدارالبيضاء عندما انتزع التعادل بهدف لمثله علما أنه كان سباقا للتسجيل. وحاول الفريق الخروج بأقل الخسائر من شوط المباراة الأول، وتحقق مراده بالفعل بخروجه متعادلا سلبيا مع صاحب الأرض والجمهور الأمر . وفي الشوط الثاني، شن الرجاء هجمات متتالية في محاولة منه لتسجيل هدف يربك به حسابات أصحاب الأرض إلى أن جاءت الصدمة بإشهار حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه ياسين الصالحي في الدقيقة ال61 ليلعب الفريق منذ تلك الدقيقة بعشرة لاعبين. وتأثر الرجاء كثيرا بهذا الطرد الذي تعرض له، فامتلك بيترو أتليتكو زمام المباراة وأحكم السيطرة على وسط الملعب، وتوالت الفرص الضائعة واحدة تلو الأخرى. وعقب حالة الطرد التي تعرض لها الرجاء بأربع دقائق فقط تمكن بيترو أتلتيكو من تسجيل هدف التقدم عن طريق اللاعب أوسفالدو بالانا (جوكا) لينجح صاحب الأرض في المرور باللقاء إلى بر الأمان وانتزاع أغلى انتصار ويتأهل على إثرها إلى الدور الموالي الذي سيصطدم فيه بفريق شبيبة القبائل الجزائري، لتغيب بذلك كرة القدم المغربية عن فعاليات بطولة دوري الأبطال وحتى كأس الكاف التي يبقى فيها فريق الفتح الرباطي أمل المغرب في المحفل الإفريقي. ويمكن إضافة نكسة الرجاء والدفاع الجديدي والجيش الملكي إلى سلسلة النكسات السابقة التي عرفتها وتعرفها كرة القدم المغربية.. ولنا أن نتساءل ما الفائدة من بطولة وطنية إذا لم تكن تنتج فرقا قوية تنافس على الألقاب الإفريقية.. وتفرخ لاعبين »ليسوا أشقياء« يدافعون عن الألوان الوطنية في المحافل العالمية..؟؟