ما يؤثت به أسود الأطلس فضاء البطولات الأوروبية اليوم وعلى مقربة من مباراة جزر القمر يرخي بمطلق العبارة بظلاله على سطوة الأحداث وارتفاع الكوطة الدلالية والتنافسية لأبرز الأسماء التي شكلت نقطة استفهام كبيرة رغم أن مباراة المالاوي حملت تحولا كبيرا على مستوى الرغبة في الفوز أيا كان ذلك على مخزون اللياقة البدنية وقلة التنافسية لبعض الأسماء والتي أضحت اليوم مرتعا للتالق والحضور الإستراتيجي، طبعا الأمر يتعلق بدوليي البطولة الألمانية التي زكت التحول الرائع لحمزة منديل وأشرف حكيمي وحتى حارث على مستوى الإنطلاقة الحقيقية نحو تزكية الموقع الرسمي وتثبيت المكانة اللائقة لكل لاعب، سيما في الشق الدفاعي المنتسب للأظهرة الدفاعية التي يلعب فيها حكيمي دور الإطفائي للممرين الأيمن والأيسر مع أن الحقيقة اليوم تؤكد أن حمزة منديل سيفسح المجال لنفسه ولتدبير موقعه الأيسر بالشكل القتالي الذي يظهر عليه الآن مع شالك، وهذه التزكية ستعطي وستسعد رونار كليا لربح مركز شاغر من الجهة اليسرى، ولكن بميزة الكثرة العددية للظهير الأيمن بقيادة ثلاثة أسماء وازنة من قيمة حكيمي الذي شكل الإستثناء شهر شتنبر ببروسيا دورتموند وبمعية نوصير المزراوي المتألق بلا حدود مع أجاكس على كل الواجهات وبأقل منسوب الدولي نبيل درار الغائب استراتيجيا عن فنيرباشي لوجود مشاكل مع مدربه الهولندي كوكو، وهي معادلة غير متوازنة، علما أن درار حتى وإن لم يلعب يعتبر الرقم الأول كظهير أيمن وقد يكون العلامة الثانية هجوميا مع نورالدين أمرابط كجناح أيمن قياسا مع التنشيط الرائع الذي يقوم به عادة درار في جهته اليمنى. وعندما تنهال شرائح التنافسية على نحو كبير من الدوليين الآخرين، يكون زياش صاحب كتاب الإمتاع الهولندي هو الرجل والرقم الأول في الحضور التنافسي والإسترتيجي والرئة التي يتنفس بها أجاكس كما هو الحال مع الشاب الصاعد نوصير المزراوي كظهير أيمن، كما سطر كل من فيصل فجر ويوسف أيت بناصر خطوطا حمراء على مكانهما الرسمي بكون الفرنسي وموناكو رغم ما يعانيه الأخير من وضع كارثي على مستوى النتائج، ومع ذلك يهمنا أن يكون أيت بناصر وفجر وحتى بامو الركائز التي يضعها هيرفي رونار في اللائحة ومن العملات الوازنة في الفريق الوطني مناصفة مع بلهندة الرجل المحوري لغلطة سراي رغم إيقافه ولكنه عملة قوية مشحونة بالتنافسية رفقة الدولي الآخر مروان داكوسطا العائد من الإصابة مباشرة بعد مباراة المالاوي في تشكيل فريقه اسطنبول التركي، مع تراجع كبير لخالد بوطيب قناص ملاطيا سبور في الأداء والفعالية والنجاعة الهجومية المفتقدة للتهديف منذ بداية البطولة التركية، وهي حالة طبيعية للاعب في انتظار الإنتفاظة المنتظرة في أي وقت وحين، وعلى مستويات أخرى تبدو شموس غياب سايس وبنعطية ونايف أكرد عن التنافسية بنظرة كل مدرب بين المداورة والترقب والتهميش متباينة وعادية جدا لكون بنعطية ظل دائما مع كافة الأندية الأوروبية وبخاصة مع اليوفي والباييرن يتحسس هذا الموقف الخاص بالمداورة، لكنه أمر غير وارد مع سايس لأنه هو من كان سيد الصعود مع وولفرهامبتون لكن المدرب البرتغالي نونو سانطو ارتأى أن يستقدم أبناء البلد البرتغالي ليشغلوا منصب سايس كليا إلا في أحايين قليلة لمنح سايس عضوية التنافسية في الكأس مع لعب دور رجل الطوارئ في الإحتياط، فيما يظل نايف أكرد المنتمي للبطولة الوطني بمعزل عن السيطرة على وضعه بنادي ديجون الفرنسي، ومع ذلك لن تكون لدى رونار أية مشكلة في الإختيارات الخاصة بخط الدفاع حتى ولو غاب العميد بنعطية. وفي نفس السياق، أظهر الدولي يوسف النصيري علو كعبه في الآونة الأخيرة عندما أصبح يلعب كرأس حربة ويقدم ضمانات رائعة يفتقد البعض منها إلى التركيز والتسرع مثلما فعل أمام البارصا في مباراة مثيرة لفريق ليغانيس، ومثلما تشكله الحراسة المؤمن عليها تنافسيا لياسين بونو مع جيرونا ومنير المحمدي مع مالقا، وهما معا يشكلان حجر الزاوية لفريقهما عمليا واستراتيجيا على مستوى العرين المفترض أن يكون في قمة الجاهزية والتنافسية، ونفس الوازع ما يقدمه كريم الأحمدي ونورالدين أمرابط في البطولة السعودية من أداء سخي رغم المقارنات في تحصيل النتائج بين تألق أمرابط مع فريقه في المقدمة وتالق الأحمدي في ظل كارثية النتائج، وتزكية القيادي الهجومي أيوب الكعبي هداف فريقه الصيني هيبي بخمسة أهداف. وكل هذه الدلالات، تؤكد أن عرين الأسود بين مباراة الملاوي والمباراة القادمة أمام جزر القمر رفع من درجة الإرادة التنافسية وتحكم في المكانة والثقة بالنفس والإقناع التقني، وقد يكون هذا العامل مؤشرا عاليا في المنسوب البدني لأنه في مباراة المالاوي ورغم قلة التنافسية، ظهر الفريق الوطني أسدا بكل المقاييس، وقد تعلو درجة شراسته أمام جزر القمر ذهابا وإيابا.